
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب ومجموعة البنك الدولي، أجرى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يوم أمس الاثنين بالرباط، مباحثات مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أوسمان ديون. شكل اللقاء فرصة لمناقشة سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الطرفين، بما يتيح للمؤسسة المالية الدولية تقديم دعم أكبر لأولويات التنمية في المملكة.
إصلاحات هيكلية لتعزيز الاقتصاد الوطني
خلال اللقاء، استعرض رئيس الحكومة الإصلاحات الهيكلية التي باشرتها الحكومة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، والتي ساهمت في الحفاظ على التوازنات الاقتصادية الكبرى وتعزيز صمود الاقتصاد الوطني أمام التحديات الراهنة. كما شدد أخنوش على الدور المهم للبنك الدولي في دعم المشاريع التنموية بالمغرب، مبرزا انفتاحه على الأوراش الوطنية الطموحة التي تتماشى مع رؤية الملك محمد السادس لمستقبل البلاد.
محاور التعاون المستقبلية
تناول اللقاء أيضا مجالات التعاون التي أبدى البنك الدولي استعداده لدعمها في المغرب، وتشمل:
– إنعاش التشغيل: من خلال دعم برامج تعزيز فرص العمل وتشجيع الاستثمارات المنتجة.
– الأمن المائي: عبر تحسين إدارة الموارد المائية وضمان استدامتها.
– مواجهة التغيرات المناخية: من خلال مشاريع تهدف إلى تقليل المخاطر البيئية وتعزيز قدرات التكيف.
– الانتقال الرقمي: عبر دعم مبادرات الرقمنة وتحسين الخدمات الإلكترونية.
– النجاعة الطاقية والاقتصاد الأزرق: لتعزيز استخدام الطاقات المتجددة واستغلال الموارد البحرية بشكل مستدام.
– تثمين الرأسمال البشري: من خلال دعم برامج الصحة والتعليم والتدريب المهني.
تحضيرات لاستضافة تظاهرات دولية كبرى
كما بحث الجانبان آفاق التعاون في إطار استعدادات المغرب لاستضافة أحداث دولية كبرى، حيث تم تسليط الضوء على المشاريع المرتبطة بتعزيز البنية التحتية وشبكات المواصلات، مما يعكس طموح المملكة في أن تكون مركزا إقليميا للتنمية والاستثمار.
شراكة تاريخية تعزز التنمية
تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين المغرب والبنك الدولي تعود إلى سنة 1960، حيث تم منذ ذلك الحين تعبئة أكثر من 27.12 مليار دولار لدعم مشاريع تنموية في مختلف القطاعات، ما يعكس متانة الشراكة والتزام الطرفين بتعزيز التنمية المستدامة.
يمثل هذا اللقاء خطوة جديدة في مسار التعاون بين المغرب والبنك الدولي، ويعكس التزام الجانبين بتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. ومع استمرار هذه الشراكة، تفتح آفاق جديدة لمشاريع استراتيجية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطوير الاقتصاد المغربي بما يتماشى مع التحديات العالمية.
فاطمة الزهراء الجلاد.