سياسة

بني ملال وجهة واعدة للاستثمار: تعزيز الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي

في خطوة تعكس عمق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، قامت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريسيا لومبارت كوساك، إلى جانب سفراء الدول الأعضاء، بزيارة جهة بني ملال – خنيفرة، للاطلاع على فرص الاستثمار التي تزخر بها المنطقة. وأكدت كوساك خلال افتتاح هذا اللقاء أن التعاون بين الطرفين يستند إلى قيم مشتركة وطموح متبادل لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة، مع التركيز على دعم التشغيل والمقاولات الصغرى والمتوسطة.
وأشارت الدبلوماسية الأوروبية إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الجانبين، إلى جانب إطلاع الوفد الأوروبي على الإمكانات التنموية للجهة، لا سيما في مجالات التشغيل، السياحة، والطاقات المتجددة. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تطوير شراكته مع مختلف الجهات المغربية لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة فيما يتعلق بتشغيل الشباب وتأهيلهم لمهن المستقبل.
بني ملال – خنيفرة: وجهة استثمارية بامتياز
من جهته، أبرز والي جهة بني ملال – خنيفرة، محمد بنرباك، المؤهلات الاقتصادية والجغرافية التي تجعل من الجهة منطقة جاذبة للاستثمار. وأشار إلى أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للجهة، على بعد أقل من 300 كلم من الأقطاب الاقتصادية الكبرى بالمغرب، يشكل عاملا مهما لجذب المستثمرين، إلى جانب توفرها على بنية تحتية متطورة ورأسمال بشري مؤهل.
وأضاف أن الجهة توفر بيئة أعمال مواتية، حيث صادقت اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار بين عامي 2022 و2024 على مشاريع استثمارية بقيمة تتجاوز 8 مليارات يورو، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف حجم الاستثمارات المصادق عليها خلال الفترة 2019-2021. وأكد أن المستثمرين الأوروبيين، إلى جانب مغاربة العالم، يساهمون بشكل كبير في هذه الدينامية الاقتصادية، حيث بلغ عدد المشاريع المصادق عليها أكثر من 67 مشروعًا بتمويل يفوق 50 مليون يورو.
رهانات التنمية والتعاون مع الاتحاد الأوروبي
رئيس مجلس جهة بني ملال – خنيفرة، عادل بركات، شدد على أن الجهة تتميز بثرواتها الطبيعية وإمكاناتها الفلاحية والصناعية، مما يجعلها بيئة خصبة للتنمية الاقتصادية. وأكد أن التعاون مع الاتحاد الأوروبي أسفر عن مشاريع نوعية، مثل مشروع دعم التنمية المجالية، الذي يهدف إلى تعزيز الجهوية المتقدمة وتحسين الحكامة المحلية.
كما أشار إلى مشروع PIAFE الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي يسعى إلى تعزيز تشغيل الشباب وتكوينهم في مجالات مهنية واعدة، إضافة إلى برامج مبتكرة في مجال الهجرة الدورية والنجاعة الطاقية. وفي خطوة تعكس التزام الجهة بالشفافية والانفتاح، أعلن بركات عن اندماج مجلس الجهة في الشبكة العالمية للحكومات المنفتحة، مما يعكس توجهًا نحو تعزيز المشاركة المواطنة والمسؤولية في تدبير الشأن المحلي.
اكتشاف المؤهلات الاقتصادية والثقافية للجهة
خلال الزيارة، قام الوفد الدبلوماسي الأوروبي بجولات ميدانية شملت القطب الفلاحي ببني ملال، وهو نموذج ناجح للشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب مركز التعريف بالتراث الثقافي بعين أسردون، وتعاونية “سند”، المتخصصة في المنتجات المجالية والصناعة التقليدية. كما عقد السفراء لقاءات مع ممثلي المجتمع المدني وشباب الجهة، في إطار تعزيز الحوار والانفتاح على مختلف الفاعلين المحليين.
آفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي
تندرج هذه الزيارة ضمن مبادرة “Team Europe”، التي تهدف إلى تعبئة موارد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لدعم المشاريع التنموية بالمغرب، بمشاركة مؤسسات مالية كبرى مثل بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. ويؤكد هذا التعاون المتواصل الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لتعزيز شراكته مع المغرب، لا سيما في ظل الأدوار المتزايدة التي تلعبها الجهات في دعم التنمية المحلية.
إن هذه الزيارة تعكس الاهتمام المتزايد للمستثمرين الأوروبيين بجهة بني ملال – خنيفرة، وتؤكد أن الجهة أصبحت محط أنظار الفاعلين الاقتصاديين، بفضل إمكانياتها الواعدة وبيئتها الاستثمارية الجاذبة، مما يفتح آفاقا جديدة لتعاون مثمر يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي والوطني.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close