“الصحافة والأخلاقيات المهنية..نقاش مفتوح حول التحديات والرهانات”

في ظل زخم إعلامي متسارع، حيث تتداخل الحقيقة بالتحريف، والمهنية بالإثارة، تستعد اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر لتنظيم لقاء يُنتظر أن يكون استثنائيًا. في الساعة 15:30 من مساء اليوم، سيلتقي صحافيون، قانونيون، وأطباء في فندق حياة ريجنسي بالدار البيضاء لمناقشة موضوع لا يقل حساسية عن طبيعة المهنة نفسها: الأخلاقيات الصحفية.
الحدث ليس مجرد لقاء عابر، بل هو مواجهة علنية بين الواقع والمُثل، بين الحرية والمسؤولية، وبين الصحافة كمهنة نبيلة والصحافة كسلعة تخضع لقوانين السوق. السؤال الذي يطرحه الجميع قبل بداية النقاش: هل ما زالت أخلاقيات المهنة قابلة للحياة في عصر السباق نحو السبق؟
المثير في هذا اللقاء ليس فقط كونه يجمع أهل الصحافة، بل لأنه يفتح الباب أمام خبرات مهنية أخرى. ممثلون عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية، هيئة المحامين، والهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء سيكونون جزءًا من النقاش، في إشارة إلى أن الأخلاقيات ليست مسؤولية الإعلام وحده، بل تمتد إلى مختلف القطاعات المهنية.
وجود هذه الهيئات يثير تساؤلات عدة: هل الصحافة في حاجة إلى رقابة خارجية على أخلاقياتها، أم أن الحل يكمن في إصلاح داخلي؟ هل يمكن مقارنة أخلاقيات مهنة الصحافة بأخلاقيات مهن أخرى، أم أن لكل قطاع خصوصياته؟ والأهم، هل سيتم الخروج بتوصيات حقيقية أم أن الأمر لا يتجاوز نقاشًا بروتوكوليًا لن يُغيّر شيئًا؟
قبل حتى أن يبدأ اللقاء، تدور خلف الكواليس نقاشات ساخنة حول مآل هذه المبادرة. البعض يرى أنها خطوة ضرورية في مسار إصلاح الصحافة الوطنية، بينما يخشى آخرون أن تكون مجرد محاولة لإعادة رسم حدود حرية التعبير تحت غطاء “الأخلاقيات”.
وسط كل هذه التكهنات، يبقى الأكيد أن ما سيحدث في قاعة اللقاء اليوم قد يحدد مسارًا جديدًا للصحافة في المغرب. فإما أن يكون نقاشًا عميقًا يعيد المهنة إلى سكتها الصحيحة، وإما أن يكون مجرد محطة أخرى في سلسلة طويلة من اللقاءات التي تنتهي دون أثر يُذكر.
العيون ستكون شاخصة، والأقلام مستعدة، لكن السؤال الأكبر الذي يسبق انطلاق النقاش هو: هل الصحافة قادرة على محاكمة نفسها بموضوعية، أم أن المصالح ستنتصر مجددًا على المبادئ؟
الجواب، كما العادة، عند الساعة 15:30.