سياسة
الوزيرة الفرنسية المكلفة بالمساواة بين النساء والرجال ومكافحة التمييز أورور بيرج، تقوم بزيارة الجناح المغربي في المعرض الدولي للفلاحة بباريس

في حدث يعكس عمق العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، قامت الوزيرة المنتدبة الفرنسية المكلفة بالمساواة بين النساء والرجال ومكافحة التمييز، أورور بيرج، مساء أمس الثلاثاء، بزيارة الجناح المغربي في المعرض الدولي للفلاحة بباريس، حيث يحل المغرب ضيف شرف لهذا العام.
وخلال جولتها، التي رافقتها فيها سفيرة المغرب في باريس، سميرة سيطايل، ومديرة تنمية وتسويق المنتجات المجالية بوكالة التنمية الفلاحية، محجوبة شكيل، أبدت الوزيرة الفرنسية اهتماما كبيرا بالمنتجات المجالية المغربية، حيث تبادلت الحديث مع العارضين، خصوصا ممثلي التعاونيات النسائية، التي باتت تشكل ركيزة أساسية في النهوض بالقطاع الفلاحي.
علاقات مغربية – فرنسية متينة
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، شددت بيرجي على أهمية التعاون بين البلدين، مؤكدة أنه “ضروري للغاية بالنسبة إلى فرنسا”. وأوضحت أن اختيار المغرب كأول بلد أجنبي ضيف شرف في هذا المعرض يعكس مستوى العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين البلدين، إلى جانب الاعتراف بجودة المنتجات المغربية وكفاءة المنتجين المحليين.
ولم تخف الوزيرة الفرنسية إعجابها بالإقبال الكبير الذي حظي به الجناح المغربي، مشيرة إلى أن المنتجات المعروضة نفدت في غضون أيام قليلة، ما استدعى إعادة تزويدها، وهو ما يعكس الحضور القوي للمنتجات المغربية في السوق الفرنسية وثقة المستهلكين فيها.
التعاونيات النسائية: نموذج للتمكين الاقتصادي
من أبرز النقاط التي أثارت اهتمام المسؤولة الفرنسية خلال زيارتها، الدور البارز الذي تلعبه التعاونيات النسائية في الاقتصاد الفلاحي المغربي. وقالت في هذا الصدد:
“رؤية تعاونيات بأكملها تديرها النساء، وأحيانا تتألف بالكامل من نساء، يشكل رهانا رئيسيا لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية والمالية لهن”.
ويعكس هذا التوجه التزام المغرب بتعزيز دور المرأة في القطاع الفلاحي، حيث أصبحت التعاونيات تشكل رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتمكين النساء اقتصاديا، من خلال توفير فرص العمل وتحسين مستوى العيش في المناطق القروية.
حضور مغربي قوي في قلب المعرض
ويشارك المغرب في المعرض الدولي للفلاحة بجناح ضخم يمتد على مساحة 476 مترا مربعا، يعكس غنى وتنوع المنتجات الفلاحية المغربية. ويضم الجناح 76 تعاونية فلاحية، تمثل نحو 2000 فلاح صغير، بينهم 639 امرأة، حيث يتم عرض مجموعة من المنتجات المجالية الفريدة، التي تستمد تميزها من خبرة متوارثة عبر الأجيال.
ويمثل هذا الحدث فرصة سانحة للمغرب لتسويق منتجاته الفلاحية وتعزيز مكانته في الأسواق الدولية، فضلا عن كونه منصة لتعزيز التعاون بين الفاعلين المغاربة والفرنسيين في القطاع الفلاحي.
إشادة فرنسية ونجاح مغربي بارز
زيارة أورور بيرجي للجناح المغربي، وتصريحاتها الإيجابية، تعكس التقدير الفرنسي المتزايد للمنتجات الفلاحية المغربية، والتعاونيات النسائية، والتقدم الذي يحرزه المغرب في مجال الفلاحة المستدامة.
هذا الحضور اللافت للمملكة في المعرض الدولي للفلاحة بباريس، ليس فقط تأكيدا على جودة المنتجات المغربية، ولكنه أيضا شهادة على نجاح النموذج المغربي في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ودعم المرأة القروية، والانفتاح على الأسواق العالمية.
فاطمة الزهراء الجلاد.