سياسة
شخصيات سياسية مكسيكية تؤكد على أهمية تطوير الشراكة بين المغرب والمكسيك نظرا لدورهما الاستراتيجي في محيطيهما الإقليميين

خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والمكسيك شهدها مجلس النواب المكسيكي، حيث أكد عدد من الشخصيات السياسية المكسيكية على أهمية تطوير الشراكة بين البلدين، نظرا لدورهما الاستراتيجي في محيطيهما الإقليميين.
جاء ذلك خلال جلسة عامة خاصة، عقدها مجلس النواب المكسيكي يوم أمس الثلاثاء، بمناسبة زيارة رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، إلى المكسيك، والتي تستغرق يومين. وقد استغل قادة الأحزاب السياسية المكسيكية هذه المناسبة للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، التي تحتفل هذا العام بمرور ستين عاما على تأسيسها.
علاقات تاريخية ورؤية مستقبلية
أجمع المتدخلون خلال الجلسة على ضرورة الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين ليعكس طموحات الشعبين، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية التي تجعل من المغرب بوابة نحو إفريقيا، والمكسيك منصة رئيسية للمملكة في أمريكا اللاتينية.
وفي هذا السياق، شددت الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ، النائبة أولغا سانشيز كورديرو، عن تحالف “مورينا”، الذي يشكل الأغلبية البرلمانية، على أهمية تعزيز المبادلات التجارية وزيادة الاستثمارات الثنائية، مشيرة إلى أن التكامل الاقتصادي بين البلدين يوفر فرصا كبيرة لتحقيق التنمية المشتركة.
من جهتها، استعرضت النائبة مارسيا غيرا، عن الحزب الثوري المؤسساتي، مجالات التعاون المتاحة، والتي تعززها أكثر من 17 اتفاقية تشمل مختلف القطاعات. كما أكدت على ضرورة التعاون المتعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ والهجرة ومكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات، معتبرة أن المغرب والمكسيك، بحكم موقعهما الجغرافي، قادران على الإسهام في تحقيق الاستقرار والتنمية على المستوى الدولي.
نحو مقاربة حديثة في العلاقات الثنائية
أما النائب سيزار أوغوستو ريندون غارسيا، عن حزب العمل الوطني، فقد شدد على أهمية تطوير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي تمتد لأكثر من ستة عقود، مؤكدا على الدور المحوري للمغرب كجسر بين أوروبا وإفريقيا. كما دعا إلى اعتماد مقاربة أكثر مرونة وحداثة في العلاقات الثنائية، بما يتماشى مع المتغيرات الدولية، مشددا على ضرورة تبني “دبلوماسية بناءة وبراغماتية”، لا سيما فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وفي سياق متصل، أشارت النائبة بلانكا إستيلا هرنانديز رودريغيز، عن الحزب الأخضر البيئي، إلى التطور الملحوظ في المبادلات التجارية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، مبرزة إمكانات التعاون في مجالات الصناعات الغذائية، الطاقات المتجددة، وتدبير الموارد المائية. كما أشادت بالدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب في تسهيل ولوج المنتجات الزراعية المكسيكية إلى الأسواق الإفريقية.
تأكيد على التعاون الدولي
لم تقتصر الجلسة على تناول الشراكة الاقتصادية فقط، بل امتدت لتشمل التعاون السياسي والدبلوماسي بين البلدين داخل المحافل الدولية. وأكدت مختلف المداخلات على ضرورة العمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، خاصة في القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، منع انتشار الأسلحة، والتغير المناخي.
وقد تميزت هذه الجلسة بالكلمة التي ألقاها رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، والذي كان مرفوقا بوفد يضم رؤساء فرق ومجموعة نيابية داخل البرلمان المغربي، حيث شدد على أهمية هذه الزيارة في تعزيز الحوار البرلماني بين البلدين ودعم المشاريع المشتركة.
نحو شراكة أقوى بين الرباط ومكسيكو
تؤكد هذه التحركات الدبلوماسية على رغبة المغرب والمكسيك في بناء شراكة متينة تعود بالنفع على كلا البلدين، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية العالمية. ويبقى التحدي الأكبر هو ترجمة هذه الإرادة السياسية إلى مشاريع عملية تعزز التبادل التجاري والاستثماري، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون بين الدولتين.
فاطمة الزهراء الجلاد.