المغرب والمكسيك.. انطلاقة دبلوماسية جديدة ترسم ملامح شراكة استراتيجية

في قلب العاصمة المكسيكية مكسيكو، انطلقت صفحة جديدة في العلاقات المغربية المكسيكية، حيث ترأس السفير المدير العام للشؤون السياسية الدولية، فؤاد يزوغ، ونائبة وزير الشؤون الخارجية المكسيكية، ماريا تيريزا ميركادو بيريز، الدورة الأولى لآلية المشاورات السياسية بين البلدين. لقاء لم يكن بروتوكوليًا بقدر ما كان منصة لإرساء أسس تعاون أكثر ديناميكية بين الرباط ومكسيكو، يعكس رغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الثنائية والانفتاح على آفاق جديدة للتعاون.
هذا الحوار السياسي جاء ليؤكد أن العلاقات المغربية المكسيكية ليست مجرد تقارب دبلوماسي، بل هي تكامل استراتيجي يفرض نفسه في ظل التحولات العالمية. الطرفان ناقشا فرص التعاون الاقتصادي والتنموي، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كان اللقاء أيضًا مناسبة لاستعراض مجالات التعاون الممكنة، بما يشمل التجارة والاستثمار والتعليم والتغير المناخي، في ظل طموح مشترك لجعل الشراكة بين البلدين أكثر فعالية.
انعقاد هذه المشاورات السياسية يأتي ليؤسس لنهج تشاوري منتظم بين البلدين، قائم على الحوار المستمر والتنسيق المشترك. في زمن أصبحت فيه الدبلوماسية أكثر تعقيدًا وتشابكًا، يدرك المغرب والمكسيك أن تعزيز العلاقات الثنائية ليس خيارًا، بل ضرورة استراتيجية تمليها التحديات والفرص التي يفرضها الواقع الدولي.
الدورة الأولى لهذه المشاورات ليست سوى البداية، فهي ترسم خارطة طريق لعلاقات أكثر متانة، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتضع أسسًا لشراكة مغربية مكسيكية تمتد إلى المستقبل بثبات وثقة.