سياسة

محمد أوزين يناقش مستقبل الحركة الشعبية والتنمية المستدامة في ندوة بالمعهد العالي للصحافة

احتضن المعهد العالي للصحافة والاتصال، اليوم، ندوة تفاعلية مع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، تحت شعار “الآفاق المستقبلية لحزب الحركة الشعبية والرهانات المطروحة من أجل تحقيق التنمية المستدامة في المغرب”. وقد حضر اللقاء عدد من طلبة المعهد وأساتذته، إلى جانب شخصيات سياسية وإعلامية، في إطار نقاش مفتوح حول مستقبل الحزب ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، وكذا التحديات التي تواجه المشهد السياسي المغربي.

استُهلت الندوة بقراءة الفاتحة ترحماً على روحي الصحافي محمد طلال والأستاذ بلعيد بوميد، قبل أن يتم عرض بورتريه تعريفي بمحمد أوزين، يُبرز مساره السياسي داخل الحركة الشعبية وأبرز محطاته في الساحة الوطنية. عقب ذلك، ألقى المدير العام للمعهد، أحمد طلال، كلمة ترحيبية، أكد فيها على أهمية مثل هذه اللقاءات في تعزيز الحوار بين الفاعلين السياسيين والطلبة الصحفيين، باعتبارهم الجيل القادم للإعلام الوطني.

في كلمته، شدد محمد أوزين على أن حزب الحركة الشعبية يسعى إلى إحداث “انتفاضة سياسية ضد تكميم الأفواه”, مؤكداً أن الحزب كان دائماً في طليعة المدافعين عن التنوع الثقافي واللغوي بالمغرب. كما أشار إلى أن مقاومة التهميش هي الفكرة الجوهرية التي قامت عليها الحركة الشعبية منذ تأسيسها، موضحاً أن المرجعية التي تهم المغاربة اليوم هي “العيش الكريم وتحقيق الكرامة”.

وتطرق أوزين إلى إشكالية تراجع الوعي السياسي في المغرب، معتبراً أن غياب النقاش العمومي والجودة في الممارسة السياسية أدى إلى ما وصفه بـ “موت السياسة”. وأضاف أن الدول التي لم تطور وسائط سياسية قوية انهارت بسبب غياب النضال الحقيقي داخل مؤسساتها. وفي هذا السياق، دعا الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي، مؤكداً أن الأحزاب السياسية تظل الفضاء الأنسب لممارسة الديمقراطية وتحقيق التغيير من الداخل.

خلال الجلسة، طرح الطلبة مجموعة من الأسئلة حول قضايا مختلفة، من بينها غياب الدولة عن نشر الوعي السياسي والثقافة الديمقراطية، وتجديد النخب داخل حزب الحركة الشعبية، إضافةً إلى موقف الحزب من التصويت لصالح قانون الإضراب. ورداً على ذلك، أكد أوزين أن القانون جاء لتنظيم الحق في الإضراب وليس تقييده، موضحاً أن المرحلة السابقة كانت تشهد “فوضى في ممارسة الإضراب بسبب غياب إطار قانوني واضح”. كما دافع عن خيار حزبه بالتصويت لصالح القانون، معتبراً أنه يوفر ترسانة قانونية تحمي حقوق العمال دون الإضرار بالاقتصاد الوطني.

من جهة أخرى، تطرق أوزين إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي، منتقداً غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، خاصة في قطاعي المحروقات والصيد البحري. وأشار إلى أن التضخم بلغ مستويات غير مسبوقة، وصلت إلى 20٪، متسائلاً عن دور الحكومة في مراقبة الأسواق وحماية المواطنين من المضاربة. كما اعتبر أن الحكومة تخلّت عن مسؤولياتها، واصفاً إياها بأنها “تركت المواطن فريسة للوبيات السوق”.

في ختام اللقاء، وجه أوزين رسالة مباشرة إلى الشباب المغربي، مشجعاً إياهم على دخول المجال السياسي، قائلاً: “الباب مفتوح أمامكم، سواء في حزبنا أو في أحزاب أخرى، لكن لا تبقوا على الهامش”. وأضاف أن المغرب يحتاج إلى جيل جديد من السياسيين القادرين على حمل مشعل التغيير، معتبراً أن التحديات المطروحة اليوم تتطلب إرادة سياسية قوية وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والفاعلين السياسيين.

تميزت الندوة بجو من النقاش المفتوح بين الحضور والمتحدث، مما جعلها فرصة للطلبة الصحفيين للاطلاع عن قرب على ديناميات العمل السياسي بالمغرب، والتفاعل مع أحد الوجوه البارزة في الساحة الحزبية.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close