سياسة

محمد أوزين: “موت السياسة” في المغرب ودور الأحزاب في إحياء الوعي السياسي

خلال الندوة التي نظمت بالمعهد العالي للصحافة والاتصال، تناول الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، موضوع “موت السياسة” في المغرب، مشيراً إلى غياب النقاش العمومي وضعف الوعي السياسي لدى المواطنين. وأكد أوزين أن الواقع السياسي الحالي يعكس تراجعًا كبيرًا في جودة الممارسة السياسية، وأن الأحزاب السياسية اليوم تواجه تحديات كبيرة في تحفيز المواطنين على المشاركة الفاعلة في العملية الديمقراطية.

وفي بداية حديثه حول هذا الموضوع، اعترف أوزين بأن الوضع السياسي في المغرب اليوم يعاني من أزمات عدة، أبرزها غياب النضج السياسي لدى عدد من الفاعلين السياسيين، مشيرًا إلى أن غياب النقاش العام حول القضايا الحاسمة في البلاد أدى إلى تفشي ما وصفه بـ “موت السياسة”. وأضاف أن المشهد السياسي يفتقر إلى الحيوية والجدية، حيث يتم تهميش القضايا الأساسية التي تؤثر في حياة المواطنين. كما نبه إلى أن هذا الوضع يساهم في تراجع الثقة بين المواطنين والحكومة، وهو ما يجعل الكثيرين ينأون بأنفسهم عن المشاركة السياسية.

من جهته، شدد أوزين على أن الحزب يسعى إلى تغيير هذا الواقع، حيث يرى أن مهمة الأحزاب السياسية تكمن في إعادة بناء الثقة مع المواطنين، وتعزيز الوعي السياسي في صفوف الشباب. وأشار إلى أن حركة الشباب في المغرب يجب أن تكون في طليعة هذا التغيير، وأن الأحزاب السياسية مطالبة بالانخراط الفعّال في هذا المجال. واعتبر أن الشباب يمثلون القوة الحقيقية التي يمكنها تحريك الأوضاع السياسية في البلاد، داعيًا إياهم إلى الانخراط في العمل السياسي سواء عبر الأحزاب أو عبر الانخراط في مختلف الحركات المجتمعية.

وفي رده على بعض الأسئلة التي طرحها الطلبة حول إمكانية تجديد النخب السياسية داخل حزبه، أكد أوزين أن الحركة الشعبية قطعت أشواطًا كبيرة في هذا المجال، حيث تم تطوير هيكل الحزب وتحديث آلياته بشكل مستمر. كما أشار إلى أن الحزب لا يقتصر على قيادة فردية، بل يولي أهمية كبيرة للمؤسسات داخله، حيث أصبح الولاء للتنظيم وليس للشخصيات. وأوضح أن حزب الحركة الشعبية يسعى إلى جذب كوادر جديدة من الشباب المتحمس للمشاركة في الحياة السياسية، دون أن يعتمد على الزعامات التقليدية التي قد تكون عائقًا أمام التغيير.

من جانب آخر، استعرض أوزين بعض التحديات التي يواجهها المغرب اليوم على مستوى التنمية السياسية والاجتماعية، مؤكدًا أن غياب حوار حقيقي بين الحكومة والمواطنين يعد أحد أبرز المشكلات. كما أشار إلى أن أحد الحلول الأساسية لهذه الأزمة يكمن في توفير بيئة سياسية تساهم في تفعيل الديمقراطية وتوسيع مجال المشاركة السياسية. واعتبر أن هذه المشاركة يجب أن تكون نابعة من قناعة حقيقية لدى المواطنين، ولا سيما الشباب، الذين يواجهون اليوم العديد من الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية.

وفي ختام الندوة، أعاد أوزين التأكيد على أن الطريق نحو التغيير يبدأ من خلال إعادة الاعتبار للسياسة باعتبارها أداة للتنمية والتقدم، مشددًا على أن الأحزاب السياسية يجب أن تتحمل مسؤوليتها في هذا السياق. كما دعا الشباب إلى ضرورة الانخراط في العمل السياسي لإحياء الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن “الباب مفتوح للجميع”، ولكن من أجل التأثير الحقيقي، لا بد من أن تكون المشاركة مبنية على قناعات سياسية قوية وأهداف واضحة.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close