سياسة

إسبانيا تؤكد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية: شراكة استراتيجية تتجاوز المصالح

في حوار صحفي مع جريدة “El País”، جدد وزير الخارجية الإسباني التأكيد على أهمية الشراكة بين إسبانيا والمغرب، مشددا على أن موقف مدريد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب يحظى بإجماع أغلب دول الاتحاد الأوروبي.
شراكة استراتيجية قائمة على المصالح والقيم
عندما سئل الوزير عما إذا كانت السياسة الخارجية الإسبانية تجاه المغرب قائمة على المصالح أم القيم، شدد على أن المغرب يعد “بلدا صديقا وشريكا استراتيجيا من الدرجة الأولى لإسبانيا والاتحاد الأوروبي”. وأوضح أن هذا التحالف لا يقتصر فقط على الروابط الاقتصادية، بل يشمل أيضا التعاون الوثيق في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب، والتجارة الثنائية، التي أشار إلى أنها “لا يضاهيها حاليا سوى المبادلات التجارية مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”.
كما أشار إلى إعادة فتح الجمارك في مليلية، وإنشاء مكتب جمارك في سبتة لأول مرة في التاريخ، وهي خطوات تؤكد عمق العلاقات بين البلدين.
دعم إسباني واضح لمبادرة الحكم الذاتي
وردا على سؤال حول موقف إسبانيا من قضية الصحراء، أكد الوزير أن موقف بلاده معروف للجميع، وتم التعبير عنه بوضوح في الإعلان المشترك المغربي-الإسباني. وأضاف أن “معظم دول الاتحاد الأوروبي تؤيد هذا الموقف”، في إشارة إلى أن مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب تعد الحل الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق، وفقا لما ورد في الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي محمد السادس عام 2022.
تحولات في الموقف الأوروبي تجاه قضية الصحراء
تصريحات الوزير الإسباني تعكس تحولا في الموقف الأوروبي بشأن قضية الصحراء، حيث أصبح الدعم لمبادرة الحكم الذاتي خيارا تلتف حوله العديد من الدول الأوروبية، ما يعزز من شرعية الطرح المغربي على المستوى الدولي.
مع تزايد الشراكة بين البلدين، يبدو أن العلاقات المغربية الإسبانية تتجه نحو مزيد من التقارب الاستراتيجي، سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني أو السياسي. كما أن الدعم الإسباني لمبادرة الحكم الذاتي يعزز من فرص إيجاد حل سياسي نهائي لهذا النزاع، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ومع المصالح المشتركة لدول المنطقة.
بهذا، تظل إسبانيا طرفا رئيسيا في تعزيز الاستقرار والتعاون بين ضفتي المتوسط، ما يفتح آفاقا جديدة لمزيد من التنسيق والتفاهم بين الرباط ومدريد في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close