
في بيان قاسي على منصة “تروث سوشيال”، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، معتبرا ذلك بمثابة “التحذير الأخير”. ووجه ترامب رسائل قاسية لكل من قيادة الحركة والشعب الفلسطيني في غزة، قائلا: “حان وقت مغادرة غزة بالنسبة للقيادة، ولا تزال لديكم فرصة. أما شعب غزة، فيمكنكم أن تأملوا في مستقبل جميل، لكن هذا لن يحدث إذا استمررتم في احتجاز الرهائن. إذا استمررتم في ذلك، فأنتم ميتون!”
كما أضاف ترامب أنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن، فإن “الجحيم” سيحل على حماس، مؤكدا عزمه على توفير “كل ما تحتاجه إسرائيل لإنهاء المهمة”. جاءت هذه التصريحات بعد اجتماع ترامب مع عدد من الرهائن الذين تم الإفراج عنهم، في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة وتزداد دعوات الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها ضد غزة.
من جانبه، علق رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، على تهديد ترامب، قائلا إن “حماس لم تكن يوما المشكلة، بل الاحتلال هو السبب الرئيسي”. وأضاف معروف على منصة إكس أن مواقف ترامب تمنح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الدعم المطلوب للاستمرار في ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين. وأشار إلى أن “ما يحدث في الضفة الغربية والقدس هو خير دليل على استمرار العدوان الإسرائيلي”.
وفي السياق نفسه، انتقدت حركة المجاهدين الفلسطينية، أحد الفصائل المسلحة في غزة، تهديدات ترامب، معتبرة أنها تؤكد “تنصل أمريكا من الاتفاق الذي كانت وسيطا فيه”. وأكدت الحركة في بيان أن هذه التصريحات تظهر “إصرار الإدارة الأمريكية على المضي كشريك في جرائم الإبادة الجماعية ضد شعبنا”.
من الجدير بالذكر أن ترامب لم يتطرق في منشوره إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تضمن ثلاث مراحل، حيث تم في المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 أسيرا من أسرى إسرائيل في القطاع. وفي حين أن حماس تؤكد التزامها بتنفيذ الاتفاق، فإنها تطالب بضرورة إلزام إسرائيل بكل بنوده، بدءا من انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع ووقف كامل للعمليات العسكرية.
وفي خضم هذه التطورات، تستمر إسرائيل في الضغط على غزة، مدعومة بضوء أخضر أمريكي، حيث أغلقت مجددا جميع المعابر المؤدية إلى القطاع بعد إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق. كما تهدد إسرائيل بزيادة الضغط على غزة باستخدام أساليب التجويع، ومنها قطع المياه والكهرباء، فيما تسعى لاستئناف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
منذ بدء التصعيد في أكتوبر 2023 وحتى الآن، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما لا يزال أكثر من 14 ألف فلسطيني مفقودين.
فاطمة الزهراء الجلاد.