سياسة

المغرب يجدد التزامه بالتعاون الإفريقي لمواجهة التحديات المناخية وتعزيز الأمن والاستقرار في القارة

جدد المغرب تأكيده على استعداده للتعاون الوثيق مع الدول الإفريقية والشركاء الدوليين لمواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية، بهدف تعزيز أسس سيادة مناخية إفريقية وتحقيق التنمية المستدامة في القارة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، يوم أمس الخميس، حول موضوع “تغير المناخ: تهديد للسلم والأمن في إفريقيا”، برئاسة المغرب ضمن رئاسته الدورية لشهر مارس.
التزام مغربي دائم لمواجهة التغيرات المناخية
أكد الوفد المغربي، في مداخلته خلال الاجتماع، أن المملكة المغربية تواصل جهودها لتعزيز قدرة الدول الإفريقية على التكيف مع التغيرات المناخية، معربة عن استعدادها للتعاون مع كافة الأطراف الإفريقية والشركاء الدوليين لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة. وأوضح الوفد أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعمل على إرساء نموذج إفريقي متكامل للمرونة المناخية والأمنية.
وأضاف أن المغرب يطمح إلى تحويل التهديدات المناخية إلى فرص للتنمية المستدامة من خلال تعزيز التعاون الإقليمي وتوحيد الجهود، إيمانا بأن العمل الجماعي هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات التي تواجه القارة.
مبادرات إفريقية رائدة
وأشار الوفد إلى أن المغرب أطلق مبادرات مهيكلة لدعم القارة في مواجهة التغيرات المناخية، أبرزها مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية (AAA) التي تهدف إلى تحسين الأمن الغذائي وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية، إلى جانب المبادرة من أجل الأمن والاستقرار والاستدامة في إفريقيا، التي تجمع بين الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
كما ذكر الوفد المغربي بإطلاق ثلاث لجان للمناخ خلال قمة العمل الإفريقية الأولى على هامش مؤتمر المناخ (كوب 22) بمراكش سنة 2016، وهي:
– لجنة منطقة الساحل برئاسة النيجر.
– لجنة الدول الجزرية برئاسة سيشيل.
– لجنة حوض الكونغو برئاسة الكونغو.
وأوضح الوفد أن هذه اللجان تشكل إطارا مبتكرا لتطوير حلول مستدامة تهدف إلى التصدي لآثار التغيرات المناخية وتعزيز التنمية المستدامة في القارة.
وفي سياق الجهود المبذولة لدعم التنمية المناخية في إفريقيا، دعا المغرب إلى تعبئة الشركاء الدوليين لضمان تمويل مستدام وقابل للتنبؤ به، يتماشى مع احتياجات الدول الإفريقية في مجال مكافحة تغير المناخ. كما أوصى بتشجيع الاستثمارات في المشاريع الهادفة إلى تكييف الزراعة الإفريقية، واستدامة الموارد الطبيعية، وتعزيز استقرار الموارد البشرية والمؤسسية.
رؤية مندمجة للتنمية والسلم
شدد الوفد المغربي على أهمية دمج الأبعاد البيئية والمناخية في الاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز السلم والأمن والتنمية في إفريقيا، مع تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والشركاء الدوليين لتطوير حلول مشتركة لمواجهة التحديات المناخية.
وخلص الاجتماع إلى ضرورة دعم المبادرات الإفريقية الرامية إلى بناء قدرات القارة في مجالات التوقع المبكر، الوقاية، والتدبير الفعال للمخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية، مع التركيز على مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية، ولجان المناخ الثلاث، وغيرها من المشاريع الإقليمية.
يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المبذولة لتقييم تأثير الظواهر المناخية القصوى، مثل الجفاف والفيضانات، على الاستقرار والأمن في القارة الإفريقية، والتفكير في استراتيجيات مبتكرة للتخفيف من آثارها. كما يسعى الاجتماع إلى تحسيس الأطراف المعنية بأهمية العلاقة بين التغير المناخي والسلم والأمن، وتعزيز التعاون الإفريقي والدولي لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
من خلال هذا الالتزام المتجدد، يرسخ المغرب مكانته كفاعل رئيسي في دعم الجهود الإفريقية لمواجهة التحديات المناخية، في إطار مقاربة شاملة تجمع بين الاستدامة البيئية وتعزيز الأمن والتنمية في القارة.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close