سياسة
بنخضرة تؤكد على رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس نيجيريا في بلوغ مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي مرحلة حاسمة على مستوى الاستثمار

في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الطاقي والتنمية المستدامة في القارة الإفريقية، استعرضت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، التقدم الذي تم إحرازه في مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي خلال لقاء نظمته مؤسسة “أتلانتيك كاونسيل” في واشنطن، يوم الأربعاء. اللقاء جاء في إطار مشاركتها في “قمة تمكين إفريقيا” التي تناولت الشراكة الطاقية بين الولايات المتحدة وإفريقيا، والتي جرت فعالياتها في السادس والسابع من مارس الجاري 2025.
وخلال العرض الذي قدمته أمام دبلوماسيين وخبراء في القطاع الطاقي، أكدت بنخضرة أن المشروع، الذي يجسد رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس نيجيريا، بلغ مرحلة حاسمة على مستوى الاستثمار، حيث يهدف إلى توفير إمدادات الغاز للدول التي يمر بها، وكذلك لتعزيز الروابط الاقتصادية بين هذه الدول. كما شددت على أن المشروع سيخدم الأمن الطاقي في غرب إفريقيا وأوروبا، فضلا عن تعزيز التوازن الطاقي في منطقة المحيط الأطلسي.
المشروع، الذي يمتد لأكثر من 6000 كيلومتر، يهدف إلى تزويد نحو 400 مليون شخص بالطاقة، مما سيسهم بشكل كبير في تحسين خدمات الكهرباء في القارة، حيث لا يتجاوز وصول بعض البلدان إلى الطاقة 40%. وأكدت بنخضرة أن المشروع لا يقتصر فقط على توفير الطاقة، بل يساهم أيضا في تعزيز التنمية الصناعية، ويعد رافعة هامة لظهور أقطاب جديدة للإنتاج وتحفيز الاقتصادات المحلية.
وتطرقت بنخضرة أيضا إلى أهمية الشراكات الاستراتيجية في نجاح هذا المشروع، مشيرة إلى تقدم المباحثات مع العديد من الفاعلين الدوليين، بما في ذلك الشركات الأمريكية والمؤسسات المالية، بهدف ضمان استدامته الاقتصادية والتقنية. كما أبرزت أوجه التوافق بين هذا المشروع وقطاع المعادن الأساسية، الذي سيتفيد بشكل مباشر من تحسين الوصول إلى الطاقة.
من جانبه، استهل السفير المغربي في واشنطن، يوسف العمراني، جلسة النقاش بتقديم السياق الجيو-سياسي للمشروع، مشيرا إلى أن الرهانات الطاقية تحظى بأهمية كبيرة ضمن الأجندة الأمريكية. وأكد أن مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي يشكل جزءا من الرؤية الاستراتيجية التي ينادي بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز الاندماج الاقتصادي للقارة الإفريقية وتحقيق سيادتها الطاقية.
وأضاف العمراني أن هذا المشروع يعكس التزام المغرب المتواصل بتعزيز التعاون الدولي، موضحا أهمية تسريع وتيرة التعاون في المستقبل لضمان تمويل المشروع ومواكبة مراحله القادمة.
وقد لاقى الاجتماع الاستراتيجي الذي نظمه “أتلانتيك كاونسيل” اهتماما كبيرا من المشاركين، مما يعكس الأهمية البالغة التي يمثلها مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي في المستقبل الطاقي للقارة، ودوره المحوري في تعزيز التعاون العالمي في مجال الطاقة.
فاطمة الزهراء الجلاد.