سياسة

ناصر بوريطة: تحقيق السلام في غزة يتطلب إنهاء الاعتداءات المتكررة وخلق بيئة مواتية للحوار السياسي 

في سياق القمة العربية غير العادية حول فلسطين، التي انعقدت هذا الأسبوع، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على الموقف الثابت والواضح للمملكة المغربية في دعم القضية الفلسطينية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وأوضح أن هذا الدعم يتجسد من خلال الجهود الدبلوماسية المستمرة والمبادرات الإنسانية والتنموية التي تهدف إلى تحسين وضع الفلسطينيين.
وتحدث بوريطة عن رؤية جلالة الملك لإعادة إعمار غزة، مؤكدا أن هذه الرؤية تستند إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي تضمن نجاح عملية الإعمار. من أبرز هذه المبادئ أن غزة، مثل الضفة الغربية، تعد جزءا لا يتجزأ من التراب الفلسطيني، وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني هو الوحيد المخول بتحديد مستقبله. وأكد أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي الجهة الشرعية الوحيدة التي تملك المبادرة في تحديد مصير غزة وإعادة إعمارها، مما يتطلب دعما دوليا غير مشروط لدورها في أي مبادرة تهدف إلى إعادة الإعمار.
كما شدد بوريطة على أن إعادة الإعمار لا يمكن أن تتم بشكل فعال إلا بعد تثبيت وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. وأضاف أن من الضروري أيضا الوصول إلى وقف دائم للعدوان، وهو ما يعد شرطا أساسيا للبدء في إعادة البناء. وأوضح أن هذه العملية ليست مجرد مشروع مالي أو تقني، بل تحتاج إلى رؤية سياسية واضحة، وتعاون من جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين، فضلا عن ضرورة وجود توافق فلسطيني داخلي لضمان نجاح هذه الجهود.
وفيما يتعلق بالقدس، أكد بوريطة أن المملكة المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، تواصل جهودها من خلال رئاسة لجنة القدس للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمدينة. وأضاف أن هذه الجهود تشمل تعزيز صمود المقدسيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، مع التأكيد على الدور البارز الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس في دعم المشاريع التنموية والاجتماعية والاقتصادية التي تخدم الفلسطينيين وتساهم في تعزيز وجودهم في المدينة المقدسة.
كما لفت بوريطة إلى أن القمة العربية تبنت تصورا واضحا لإعادة إعمار غزة، وهو ما يتطلب الآن جهودا لإقناع الشركاء الدوليين لدعمه سياسيا والتغلب على التحديات التي قد تعترض طريق تنفيذه. وأكد أن نجاح هذه العملية يرتبط ارتباطا وثيقا بتوحيد الصف الفلسطيني، وخلق أفق سياسي واضح للقضية الفلسطينية، والذي يؤدي في النهاية إلى تحقيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي ختام تصريحه، أكد بوريطة أن المغرب سيواصل جهوده الدبلوماسية في دعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة الدولية، وذلك انسجاما مع مواقف جلالة الملك محمد السادس الذي يضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الخارجية المغربية. وأوضح أن تحقيق السلام في المنطقة يتطلب إنهاء الاعتداءات المتكررة، نبذ خطاب الكراهية والتطرف، وخلق بيئة مواتية للحوار السياسي الذي يفضي إلى حل دائم يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close