سياسة

زيارة وزير العدل الفرنسي إلى المغرب: تعزيز للتعاون القضائي والأمني بين البلدين

في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، قام وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانين، بزيارة عمل إلى المغرب يوم أمس الأحد 9 مارس 2025. وتكتسي هذه الزيارة أهمية خاصة، إذ تهدف إلى تعميق التعاون في المجال القضائي والأمني بين البلدين، في ظل تحديات مشتركة تتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
أجندة الزيارة: تعاون قضائي وأمني متين
إلتقى الوزير الفرنسي نظيره المغربي، عبد اللطيف وهبي، في العاصمة الرباط، حيث انعقدت سلسلة من اللقاءات التي تركز على تعزيز التعاون في مجالات متعددة، أبرزها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وتأتي هذه الزيارة في سياق الجهود المستمرة التي يبذلها المغرب لمكافحة الإرهاب، لا سيما عبر تفكيك خلايا مرتبطة بتنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة الساحل.
وتناولت المحادثات قضية مصادرة وبيع ممتلكات تجار المخدرات، وهو موضوع يشكل أولوية للسلطات الفرنسية. ويأتي ذلك على غرار ما تم الاتفاق عليه مع الإمارات العربية المتحدة، حيث زار دارمانين دبي في يناير الماضي لتعزيز التعاون في هذا الإطار.
ملفات ساخنة على طاولة المباحثات
من بين القضايا المطروحة للنقاش، ملف تسليم اثنين من المشتبه في تورطهما في قضايا تتعلق بتجارة المخدرات، واللذين اعتقلا في مراكش يوم 23 فبراير الماضي. وتشير التقارير إلى أن هذين الشخصين مرتبطان بتاجر المخدرات محمد عمرة، الذي سبق أن ألقي القبض عليه في فرنسا.
وتسعى السلطات الفرنسية إلى تسريع إجراءات تسليمهما، في إطار التعاون القضائي القائم بين البلدين، والذي وصفه محيط الوزير الفرنسي بأنه “تعاون جيد جدا”.
زيارة تعكس متانة العلاقات الثنائية
تعد هذه الزيارة الثانية لدارمانين إلى المغرب خلال أقل من عام، حيث سبق له أن زار البلاد في أبريل 2024 بصفته وزيرا للداخلية، وأشاد آنذاك بالشراكة الأمنية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالتحضيرات لألعاب باريس الأولمبية 2024. وقد أثنى خلال تلك الزيارة على التعاون المغربي في اعتقال “بارونات مخدرات” فرنسيين، مثل فيليكس بينغي، المعروف باسم “القط”، ومحمد أمين يحيوي، الملقب بـ”كولوش”.
شراكة استراتيجية في مواجهة التحديات المشتركة
تأتي زيارة دارمانين لتؤكد على عمق العلاقات بين المغرب وفرنسا في المجالات القضائية والأمنية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه البلدين. كما تعكس هذه الخطوة اهتمام الجانب الفرنسي بتعزيز تعاونه مع المغرب، الذي يعد شريكا استراتيجيا في منطقة شمال إفريقيا.
وفي ظل تصاعد التهديدات الأمنية، تسير هذه الشراكة نحو مزيد من التنسيق والتكامل، مما يجعلها نموذجا ناجحا للتعاون الدولي في مواجهة القضايا الأمنية والقضائية المعقدة.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close