
بقلم: عثمان فواج
لعل المحب والعاشق الرجاوي يشاهد المدافع الشاب ” المهدي المشخشخ” وكأنه نسخة تسير على خطى الدولي المغربي “بدر بانون” عميد الفريق الأخضر سابقا، الذي ترعرع في جميع فئاته السنية ليعرج بعدها بإعارة لنهضة بركان لكسب التجربة أكثر فأكثر، حيث عاد وانقض على الرسمية ناجحا بعد سنوات قليلة فقط في الحصول على شارة العمادة وسط العديد من النجوم آنذاك.
“المهدي المشخشخ” الذي التحق بمدرسة الرجاء الرياضي سنة 2019 قادما من الفئات السنية للنادي القنيطري، فقد جاء التعاقد معه بطلب من فتحي جمال الذي كان يشتغل مديرا رياضيا آنذاك، حيث تلقى الشاب تكوينه تحت إشراف العديد من الأطر الوطنية بأكاديمية الفريق ببوسكورة، حتى أتى يوم واستلم خلاله صفة عميد أمل الفريق الرجاوي، ناجحا في تقديم مستويات فنية وبدنية ممتازة مع تسجيل مجموعة من الأهداف الحاسمة بالبطولة الوطنية لأقل من 21 سنة، أبرزها ديربي البيضاء بين أمل الغريمين التقليديين.
“المهدي المشخشخ” الذي ظل في بداية الموسم حبيس دكة الاحتياط ما بين استدعاءه مرة واستبعاده تارة أخرى مع الفريق الأول، لم يبقى مكتوف الأيدي بل واصل اشتغاله وعمله وتدريبه المستمر بشكل جماعي وفردي أيضا، حتى جاء الفرج قبل أسابيع في صورة مدرب تونسي يدعى “لسعد الشابي” الذي عهد عليه منذ سنوات طويلة تقديم الفرصة الكاملة للاعبين الشباب المتألقين، وهذا ما تأتى بإعطاء الفرصة لابن القنيطرة لقيادة الخط الخلفي للنسور الخضر إلى جانب القائد والمخضرم “عبد الله خفيفي”.
“المهدي المشخشخ” أظهر في جميع المباريات السابقة بالدوري المغربي تطورا ونضجا ملحوظا عند كل تسعين دقيقة يشارك خلالها كأساسي، الشيء الذي ضاعف من نسبة قدرته على السير في خطى سلفه المدافع الأنيق “بدر بانون” أحد أبرز اللاعبين الذين مروا من الفريق الأخضر على مر السنوات، كيف لا وهو الذي ترك بصمة ولحظات وذكريات مميزة ستبقى راسخة في أذهان مشجعي الرجاء العالمي.
وختاما، إن الصغير قبل الكبير يعلم أن قوة الرجاء الرياضي تتمثل في مدرسة النادي، التي عهدت على الجميع إنجاب وصقل المواهب الكروية، منها من دافعت عن ألوان المنتخب الوطني المغربي ومنها من قادها ذلك إلى الاحتراف بالأراضي الأوروبية.