سياسة

المغرب والسيشل.. جسور دبلوماسية جديدة في قلب المحيط الهندي

وسط أروقة الدبلوماسية المغربية التي تعج بالحراك والتجديد، شهدت العاصمة الرباط محطة جديدة في مسار العلاقات بين المغرب وجمهورية السيشل. فقد استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، يوم الأربعاء، السفير الجديد لجمهورية السيشل، فينسنت كونراد ميدريك، الذي قدم نسخًا من أوراق اعتماده بصفته سفيرًا مفوضًا فوق العادة لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

قد يبدو الحدث تقليديًا في شكله، لكنه يكتسي دلالات تتجاوز الطابع البروتوكولي. فاختيار السيشل لتعيين سفير جديد في الرباط يحمل بين طياته إشارات واضحة إلى الأهمية التي تكتسيها العلاقات بين البلدين، خصوصًا في سياق التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة. فمن موقعها الاستراتيجي في المحيط الهندي، تُدرك السيشل أن بوابتها نحو إفريقيا والمحيط الأطلسي تمر عبر الرباط، بينما يعزز المغرب حضوره الإفريقي بشراكات نوعية تمتد من غرب القارة إلى أقصى جزرها الشرقية.

السيشل، هذا الأرخبيل الساحر الذي قد يُعرف أكثر بشواطئه الخلابة، بات اليوم رقمًا مهمًا في معادلات الاقتصاد الأزرق والأمن البحري، وهما ملفان يشكلان أرضية خصبة لتعاون أوسع مع المغرب، الذي عزز مكانته كقوة بحرية وتجارية في القارة. ومع تسلم السفير الجديد لمهامه، يبقى السؤال مفتوحًا: كيف ستترجم هذه الدينامية الدبلوماسية إلى مشاريع ملموسة؟ وما الأبعاد الجديدة التي قد تأخذها هذه الشراكة بين بلدين يجمعهما أكثر مما قد يبدو على السطح؟

في انتظار الإجابات، تواصل الرباط رسم خارطة علاقاتها الخارجية بخطى ثابتة، حيث لا تترك أي تفاصيل للصدفة في معادلة التوازنات الإقليمية والدولية.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close