يحيى بنخالق : جوهرة الدفاع القادمة في صفوف أسود الأطلس

يحيى بنخالق صمام أمان الفتح الرياضي و قائد خط دفاعه ، يبصم على مستوى كبير جدا منذ بداية الدوري المغربي ، لاعب بمواصفات نادرة و مؤهلات كبيرة انتدبه نادي العاصمة من أقسام الهواة و بالضبط نادي وداد قلعة السراغنة منذ ثلاث سنوات ، ليظل حبيس كرسي الإحتياط لموسمين على التوالي في ظل تواجد القيدوم لمهدي الباسل و الخبير أمين لمسن ، فضلا عن لاعبين آخرين .
بنخالق انتظر فرصته بفارغ الصبر رغم تلقيه للعديد من العروض على شكل إعارة لخوض دقائق لعب أكثر بدل برودة كرسي الإحتياط ، لكنه فضل البقاء و القتال على مركز أساسي بنادي الفتح الرياضي .
و مع مطلع الصيف الماضي ، و في غفلة من الجميع تعاقد ال “FUS “مع الإطار الوطني سعيد شيبة لقيادة المشروع الرياضي الجديد للنادي ، مع إعطاءه كافة الصلاحيات لتكوين فريق تنافسي يمزج بين الفتوة و أصحاب الخبرة .
بدأ شيبا رحلة “التطهير” و فسخ عقود العديد من ركائز النادي ، لكنه أصر على الإحتفاظ بذو 23 ربيعا ، مؤكدا على أنه اللبنة الأساسية في مشروع الفتح الرياضي و ذلك ما كان ، حيث استغل يحيى فرصته على أكمل وجه و انقض عليها بالنواجد ليصير واحدا من أفضل و أمهر المدافعين بالدوري المغربي هذا الموسم.
يتمتع بنخالق بقدرة هائلة على ربح النزالات سواء الأرضية و الهوائية بفضل ذكائه و قدرته على قراءة مسار الكرة بشكل جيد ، كما أن تدخلاته دائما ما تكون في المستوى و دون أخطاء ، علاوة عن إخراجه للكرة بشكل سلس و ممتاز تحت الضغط ، كما أن ركضاته التقدمية بالكرة نحو الأمام هي متعة للعين .
مستوى كبير لفت إليه أنظار الناخب الوطني وليد الركراكي ، و الذي بحسب أصداء من داخل أروقة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، فقد وضعه ضمن اللائحة الأولية استعدادا للتوقف الدولي القادم .
بنخالق بروفيل ناذر في البطولة أسلوبه يشبه إلى حد كبير أسلوب بدر بانون و خاصة نايف أكرد على مستوى البنية المورفولوجية ، و الأكيد أن الفتى ينتظره مستقبل باهر بشرط العمل المتواصل و الدؤوب على تصحيح النواقص و تعزيز للمكتسبات ، و لما السير على خطى نايف أكرد لاعب الفتح الرياضي سابقا و الإنضمام إلى أقوى الاندية الأوروبية .
ناهيك عن إمكانية تشكيله لثنائية ذهبية رفقة مدافع سوسيداد الحالي في المستقبل القريب خاصة و ان المنتخب الوطني يعاني كثيرا على مستوى الدفاع مع ابتعاد رومان سايس عن اللعب بسبب الإصابة و اقترابه من الإعتزال الدولي ، و كذا فشل العديد من الأسماء التي تناوبت على شغل المركز ذاته في اقناع الناخب الوطني و الجمهور المغربي.
ختاما ، فالأكيد أن العروض ستنهال على بنخالق خلال الميركاتو الصيفي القادم من كل حدب و صوب ، لكن وجب عليه التريث و دراسة خطوته القادمة بشكل عميق لأنها ستحدد بشكل كبير معالم مستقبله سواء بتطوير مستواه و ضمان المشاركة مع المنتخب الوطني في كأس افريقيا القادمة ، أو الدخول في مغامرة جديدة محفوفة بالمخاطر خاصة و أنه على مشارف 24 ربيعا و هو سن النضج و اكتساب الخبرة.