سياسة

المغرب وفلسطين.. الرباط تجدد عهدها مع القدس

على إيقاع المواقف الثابتة والمبادرات الملموسة، عزز المغرب، من جديد، موقعه كفاعل أساسي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهذه المرة من بوابة لقاء جمع بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وقاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش.

لم يكن اللقاء عادياً، ولم تكن رسائله مجرد عبارات دبلوماسية عابرة. فمن الرباط، حيث تتشابك خيوط السياسة الإقليمية وتتقاطع مسارات الدفاع عن القضايا العادلة، أتى التأكيد على أن المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لا تكتفي بدعم القضية الفلسطينية سياسياً، بل تترجم هذا الدعم إلى مشاريع تنموية ملموسة عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تواصل تقديم العون لسكان المدينة المقدسة، رغم كل التحديات.

الهباش، الذي حمل معه إشادة واضحة بجهود المغرب، لم يخفِ امتنانه للدور الفريد الذي يلعبه الملك محمد السادس، حيث يتجاوز الالتزام المغربي حدود الشعارات ليصل إلى واقع الميدان، من خلال مبادرات تدعم صمود المقدسيين وتحفظ طابع المدينة التاريخي والثقافي.

في ظل سياق دولي متقلب، ومحاولات متكررة لتهميش القضية الفلسطينية، يثبت المغرب أنه ليس مجرد داعم سياسي، بل شريك حقيقي في معركة الحفاظ على هوية القدس، مدركاً أن الدفاع عنها ليس مجرد التزام دبلوماسي، بل مسؤولية تاريخية وأخلاقية تستمد جذورها من عمق العلاقة التي تربط المغاربة بالمدينة المقدسة.

من الرباط إلى القدس، يبقى المغرب رقماً صعباً في معادلة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، حاملاً شعلة القضية بعيداً عن المزايدات، وقريباً من جوهر الدعم الحقيقي الذي يحتاجه الفلسطينيون اليوم أكثر من أي وقت مضى.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close