المغرب بين الهجمات الإعلامية والواقع الدبلوماسي: متى ينتهي النفاق ؟

الغريب في الأمر أن هذه الحملات لا تأتي من فراغ، بل هي جزء من استراتيجية مألوفة: تشويه صورة المغرب داخليًا وخارجيًا للتغطية على الفشل الذريع في الجهة الأخرى من الحدود. حين يعجز النظام الجزائري عن تبرير تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فإنه يلجأ إلى العدو الوهمي. وحين يُكشف حجم التخبط في إدارة الملفات الداخلية، يصبح المغرب “المشجب” الذي تُعلق عليه كل الأزمات.
لكن الحقيقة، كما يُقال، لا يمكن طمسها إلى الأبد. المغرب، الذي يستثمر في البنية التحتية، ويعزز علاقاته الدولية، ويفتح أبوابه للاستثمارات، لم يعد بحاجة إلى تبرير خطواته. فالأرقام تتحدث، والمشاريع العملاقة من “ميناء الداخلة الأطلسي” إلى “مشروع الغاز النيجيري-المغربي” تفضح زيف الخطابات العدائية.
المفارقة أن من يتهم المغرب بالتحالفات “المشبوهة” هو نفسه من يلهث وراء اتفاقات سرية، ومن يدعي الدفاع عن الشعوب هو نفسه من يقمع شعبه ويصادر حقه في تقرير مصيره الحقيقي: أن يعيش بكرامة، لا أن يُحكم بعقلية الحرب الباردة.
حان الوقت لفهم معادلة بسيطة: المغرب ليس في موقع دفاعي، ولن يسقط في دوامة الاستفزازات. أما من يصر على العداء، فسيبقى حبيس عقدة اسمها “نجاح الآخر”.