رياضة
Le7tv.ma Send an email منذ أسبوع واحد
رواندا تقطع علاقتها مع بلجيكا: أزمة دبلوماسية جديدة في قلب الصراع الكونغولي

في تصعيد دبلوماسي مفاجئ، أعلنت رواندا، يوم الاثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع بلجيكا وطرد جميع دبلوماسييها من أراضيها، وسط توتر متزايد بين البلدين على خلفية الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية. جاء ذلك في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الرواندية، التي أمهلت الدبلوماسيين البلجيكيين 48 ساعة لمغادرة البلاد.
ردا على هذه الخطوة، أعلنت بلجيكا أن الدبلوماسيين الروانديين أشخاص غير مرغوب فيهم، مؤكدة أن قرار كيغالي “غير متناسب”. وعبرت وزيرة الخارجية البلجيكية، ماكسيم بريفو، في منشور لها على منصة “إكس”، عن أسف بلادها لهذا القرار، معتبرة أنه يعكس تفضيل رواندا لقطع العلاقات بدلا من الحوار عند حدوث خلافات.
أبعاد الأزمة… اتهامات متبادلة
يأتي هذا التوتر في وقت يتهم فيه الرئيس الرواندي بول كاغامي بلجيكا بالوقوف وراء عقوبات دولية تستهدف بلاده، على خلفية النزاع الدائر في شرق الكونغو الديمقراطية. وفي خطاب جماهيري ألقاه في العاصمة كيغالي، أعاد كاغامي التذكير بالإرث الاستعماري لبلجيكا، متهما إياها بمحاولات “تقويض رواندا” منذ عقود، بل وذهب إلى حد القول إن بلجيكا استولت على جزء كبير من أراضي بلاده ومنحته للكونغو خلال الحقبة الاستعمارية، مما جعل رواندا أصغر حجما من بلجيكا نفسها.
خلفيات النزاع… رواندا في قلب الأزمة الكونغولية
لطالما كانت رواندا طرفا رئيسيا في الصراع المستمر بشرق الكونغو الديمقراطية، حيث تتهمها كينشاسا بدعم متمردي حركة “23 مارس”، وهو ما تنفيه كيغالي بشدة. وقد دفعت هذه الاتهامات دولا أوروبية، من بينها بلجيكا، إلى دعم فرض عقوبات على رواندا، ما زاد من حدة التوترات بين الطرفين.
إلى أين تتجه الأزمة؟
يرى مراقبون أن الأزمة الدبلوماسية بين رواندا وبلجيكا قد تكون مقدمة لاضطرابات أوسع في العلاقات بين كيغالي والدول الأوروبية، خصوصا في ظل استمرار النزاع في الكونغو. كما أن قطع العلاقات بهذا الشكل الحاد يطرح تساؤلات حول مستقبل التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، وما إذا كان سيؤدي إلى مزيد من العزلة لرواندا على الساحة الدولية.
في ظل هذا التصعيد، تبقى الأنظار متجهة إلى الخطوات المقبلة من كلا الجانبين، وما إذا كان هناك مجال لعودة الحوار أم أن الأزمة ستتفاقم بشكل أكبر، مما قد يؤثر على التوازنات الإقليمية في منطقة البحيرات العظمى.
فاطمة الزهراء الجلاد.