سياسة

غزة في مرمى النار: كارثة إنسانية وأرقام صادمة بسبب الهجمات الإسرائيلية 

تصاعدت المأساة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار الهجمات الإسرائيلية التي تسببت في مقتل مئات المدنيين، بينهم أعداد هائلة من الأطفال، ما دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى وصف الوضع بأنه الأكثر دموية للأطفال خلال عام كامل.
هجمات دامية وضحايا بالعشرات
أعلنت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، في بيان رسمي، أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع أسفرت عن سقوط أكثر من 130 طفلا في يوم واحد، وهو أعلى عدد مسجل من الضحايا الأطفال في غضون 24 ساعة منذ بداية العام الماضي. وأوضحت أن الهجمات استهدفت ملاجئ مؤقتة تؤوي العائلات والأطفال أثناء نومهم، مؤكدة أنه “لا مكان آمن في غزة”.
وأضافت راسل أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية تزيد من المخاطر المحدقة بالأطفال، حيث لم تدخل أي شاحنة مساعدات إلى القطاع منذ 16 يوما، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويعرض الأطفال لمزيد من الجوع والمعاناة.
إسرائيل تكثف غاراتها خلال السحور
مع حلول فجر الثلاثاء، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفة المدنيين أثناء تناولهم وجبة السحور، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والمصابين خلال ساعات قليلة. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عدد الشهداء بلغ 404، فيما تجاوزت الإصابات 562 حالة، بينها إصابات خطيرة للغاية، ولا يزال العشرات تحت الأنقاض.
اتفاق هش وعرقلة مستمرة للهدنة
تأتي هذه التطورات وسط تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية. فبعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق مطلع مارس، والتي استمرت 42 يوما، تواصل الحكومة الإسرائيلية التملص من التزاماتها، مطالبة بإطلاق المزيد من أسراها دون تنفيذ الشروط المتفق عليها، وأبرزها الانسحاب من غزة وإنهاء الحرب.
في المقابل، تؤكد حركة حماس التزامها ببنود الاتفاق، داعية الوسطاء إلى التحرك الفوري لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ووقف العدوان المستمر ضد المدنيين في القطاع.
جرائم حرب مستمرة بدعم أمريكي
منذ 7 أكتوبر 2023، يواجه قطاع غزة حربا شرسة أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود. وعلى الرغم من الإدانات الدولية المتكررة، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بدعم أمريكي، مما يثير تساؤلات حول التزام المجتمع الدولي بحماية المدنيين وفرض احترام القانون الإنساني الدولي.
دعوات عاجلة لوقف إطلاق النار
وسط هذا المشهد الدموي، تتعالى أصوات المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، وحماية المدنيين وفقا للقوانين الدولية. ورغم تصاعد الضغوط الدبلوماسية، لا تزال المعاناة مستمرة في غزة، حيث يدفع الأطفال الأبرياء الثمن الأكبر لهذه الحرب المدمرة.
وإلى متى سيستمر هذا النزيف؟ ومتى يتحرك العالم لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية؟
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close