كنزة شرايبي ونساء التألق: في ضيافة المعهد العالي للصحافة و الاتصال.. عندما تصنع المرأة المغربية الحدث في الإعلام والرياضة

لم يكن يوم 20 مارس في الدار البيضاء مجرد احتفالية عابرة باليوم العالمي للمرأة، بل كان موعدًا لحدث استثنائي نظّمه المعهد العالي للصحافة والاتصال (ISJC)، حيث اجتمع الإعلام والرياضة في مشهد كرّم النساء الرائدات في مجالاتهن. بين النقاشات العميقة والتكريمات المستحقة، كان هذا اليوم شهادة على قوة المرأة المغربية، ليس فقط كحاضرة في المشهد، بل كصانعة له.
في مقدمة هذا الحدث، برز اسم كنزة شرايبي، رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، التي قادت حوارًا مفتوحًا مع طلبة الصحافة تحت عنوان “كأس العالم 2030.. هنا الدار البيضاء”. بعيدًا عن الخطابات التقليدية، فتحت شرايبي نقاشًا حول التحولات الكبرى التي تنتظر العاصمة الاقتصادية، مؤكدة أن هذا الحدث الكروي العالمي ليس مجرد تظاهرة رياضية، بل محطة لإعادة رسم معالم الدار البيضاء كقوة رياضية وبنية تحتية متجددة.
لكن الاحتفاء لم يكن فقط بالمستقبل، بل أيضًا بنساء صنعن المجد في الميدان. وداد برطال، البطلة العالمية في الملاكمة، ولمياء بومهدي، التي رفعت راية المغرب عاليًا في كرة القدم الإفريقية، جسّدتا بوضوح كيف تحوّلت الرياضة من مجرد هواية إلى منصة لتحدي المستحيل. وعلى الجانب الإعلامي، وُجهت التحية لكل من رحمة سفياني ووفاء لمسيوي، اللتين أثبتتا أن الصحافة الرياضية ليست حكرًا على الرجال، بل مساحة لصوت المرأة في نقل وتحليل المشهد الرياضي الوطني.
ووسط هذه الأجواء المليئة بالإلهام، كان لابد من لحظة تكريم خاصة لـفاطمة مولين، التي لم تكن فقط جزءًا من هذا الحدث، بل كانت جزءًا من بناء أجيال من الصحفيين الذين يعيدون تشكيل ملامح الإعلام المغربي.
لم يكن هذا اليوم مجرد تكريم للمرأة، بل تأكيدًا على أنها ليست بحاجة لمنحها المساحة، لأنها ببساطة قادرة على انتزاعها وصناعة التغيير بنفسها. في ISJC، كان الدرس واضحًا: المرأة المغربية لا تنتظر الاعتراف، بل تفرضه بإنجازاتها.