
في حدث حقوقي بارز، شهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك إدانة شديدة للانتهاكات التي تتعرض لها النساء في مخيمات تندوف، على يد ميليشيات البوليساريو الانفصالية. وجاء هذا خلال لقاء نظمته الشبكة الدولية للنساء الليبراليات، يوم الأربعاء، في إطار الدورة الـ69 للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة.
معاناة في غفلة من العالم
خلال مداخلتها في اللقاء، سلطت خديجة أم البشائر المرابط، رئيسة الشبكة الدولية للنساء الليبراليات، الضوء على الوضع المأساوي الذي تعيشه النساء المحتجزات في مخيمات تندوف. وأوضحت أن هؤلاء النساء يعانين من التمييز والفقر المدقع، إلى جانب تعرضهن لانتهاكات جسيمة تطال أبسط حقوقهن الإنسانية.
وأكدت المرابط أن هذه الممارسات استمرت لعقود دون أن تحظى بالاهتمام الكافي من الرأي العام الدولي، مشيرة إلى أن المنظمات الحقوقية، لا سيما تلك المدافعة عن حقوق المرأة، ممنوعة من الوصول إلى هذه المخيمات، مما يعمق من معاناة النساء هناك ويكرس حالة الإفلات من العقاب.
شجاعة نساء يواجهن القمع
رغم المخاطر الجسيمة، لم تتردد بعض النساء في كسر حاجز الصمت والتنديد بما يتعرضن له، متحديات التهديدات والمضايقات التي تفرضها الميليشيات الانفصالية. وحيّت المرابط شجاعة هؤلاء النساء، مؤكدة أن إيصال أصواتهن إلى المجتمع الدولي هو خطوة أساسية نحو إنهاء هذه الانتهاكات.
حدث يسلط الضوء على معاناة النساء
جرى تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع فرع آسيا والمحيط الهادئ للشبكة الدولية للنساء الليبراليات، ومؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية – قطب حقوق الإنسان، بحضور نخبة من الخبراء والبرلمانيين وممثلي الوفود المشاركة في الدورة الـ69 للجنة وضع المرأة.
وتتناول اللجنة هذا العام تنفيذ إعلان وخطة عمل بيجين، المعتمدين منذ 1995، حيث يتم تقييم التقدم المحرز في تعزيز حقوق المرأة عالميا. وجاءت هذه الفعالية لتسلط الضوء على واحدة من أكثر القضايا المسكوت عنها في ملف حقوق النساء، وسط مطالبات متزايدة بالتحرك العاجل لإنهاء معاناة النساء في مخيمات تندوف.
ومع تصاعد هذه النداءات، تزداد الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك من أجل فتح تحقيقات مستقلة بشأن الانتهاكات في مخيمات تندوف، وضمان وصول المنظمات الحقوقية إلى هناك لمراقبة الأوضاع عن كثب. ويبقى السؤال الأهم: إلى متى ستستمر هذه الانتهاكات دون محاسبة؟
فاطمة الزهراء الجلاد.