الزاكي يؤكد عيوب وليد الركراكي قبيل شهور على انطلاق “كان” المغرب

حقق المنتخب الوطني المغربي فوزا قيصريا على نظيره النيجري بهدفين لهدف ، لحساب الجولة الخامسة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 بكل من الولايات المتحدة الأمريكية ، كندا و المكسيك.
و شهد الملعب الشرفي بوجدة آداء محتشما لأسود الأطلس طيلة أطوار المواجهة ، خاصة خلال الشوط الأول حيث عجزت العناصر الوطنية عن فك شفرة دفاع النيجر بقيادة الحارس محمدو جيبو ، هذا الأخير وقف سدا منيعا أمام هجمات المنتخب المغربي على قلتها ، ناهيك عن الإنضباط التكتيكي المحكم لأغلب لاعبي منتخب النيجر ، حيث منعوا الثنائي نايف أكرد و جواد الياميق من الصعود بالكرة إلى الأمام بحثا عن التمريرات الكاسرة للخطوط .
فضلا عن ضغط لاعبي الخصم على وسط ميدان المنتخب المغربي ، خاصة سفيان أمرابط و الذي وجد صعوبة بالغة في إخراج الكرة تحت الضغط بحثا عن لاعبي العمق و أجنحة المنتخب الوطني .
شوط استأسد فيه الخبير بادو الزاكي ملقنا الركراكي درسا قاسيا سواء من ناحية الإنضباط التكتيكي و التحولات السريعة ، ولولا محدودية لاعبي منتخب النيجر لخرج الزوار متقدمين خلال الجولة الأولى و التي انتهت على إيقاع البياض.
مع مطلع الشوط الثاني باغث الضيوف النخبة الوطنية بتسجيلهم لهدف التقدم عند الدقيقة 47 عن طريق يوسف أومارو بعد خطئ مشترك في الرقابة من الثنائي أشرف حكيمي و جواد الياميق .
هدف مستحق للضيوف عطفا عما قدموه خلال مجريات الشوط الأول ، لكنه في المقابل حرك المياه الراكضة في صفوف المنتخب المغربي و هو ما دفع بوليد الركراكي إلى إجراء عدة تعديلات أهمها خروج الثلاثي عز الدين أوناحي الحاضر الغائب ، الياس بنصغير و سفيان رحيمي و تعويضهم بكل من اسماعيل الصيباري ، بلال الخنوس و عبد الصمد الزلزولي ، لتتحرك بعدها الآلة الهجومية للأسود بحثا عن تعديل الأوضاع في ظل استعصاء غير طبيعي و شح كبير في الفرص .
و استطاع الأسود بعد ذلك تسجيل هدف التعادل من عرضية متقنة من رجل براهيم دياز وجدت رأس يوسف النصيري ، و الذي غير مسار الكرة الا ان وجدت القادم من الخلف اسماعيل الصيباري ليسكن الكرة مرمى الضيوف عند الدقيقة 59 معيدا المباراة إلى نقطة الصفر .
و واصلت النخبة الوطنية ضغطها أملا في تسجيل هدف الفوز ، لكن استماتة دفاع منتخب النيجر من جهة و خطة بادو الزاكي باغلاق العمق و محاصرة مفاتيح لعب المنتخب المغربي خاصة في خط الهجوم من جهة أخرى حالت دون ذلك .
و لكن مع اقتراب اللقاء من نهايته ، سيتمكن المنتخب المغرب من تسجيل هدف الفوز و الخلاص عن طريق البديل بلال الخنوس في الدقيقة 91 بعد عرضية ملمترية من رجل نصير مزراوي سبقتها تمريرة بالعقب لبراهيم دياز وسط غابة من الأرجل ضاربا خط دفاع النيجر في مقتل .
و لم تشهد الدقائق الأخيرة من المباراة اي جديد يذكر ، لينتهي اللقاء بفوز صعب لأسود الأطلس عزز به صدارته لترتيب المجموعة الخامسة برصيد 12 نقطة ، لكنه في المقابل طرح العديد من الأسئلة حول مدى قدرة المنتخب الوطني على التتويج بلقب كأس افريقيا بالمغرب نهاية العام الجاري ، في ظل تواصل استعصاء وليد الركراكي عن إيجاد حل للعقم الهجومي للمنتخب أمام المنتخبات المنظمة ، و كذا الإعتماد على فرديات اللاعبين عوض الإشتغال على أنماط هجومية و جمل تكتيكية ، ناهيك عن التنوع الخططي حسب الخصم و ظروف المباراة .
أملنا كبير في العناصر الوطنية بقيادة الركراكي لتصحيح النواقص و تعزيز المكتسبات خلال الفترة القصيرة المقبلة ، و كذا القطيعة مع المحاباة و المحسوبية داخل المنتخب ، فلا مكان للاعب الغير جاهز و مرحبا بأي لاعب بإمكانه تقديم الإضافة المرجوة داخل المنتخب الوطني بغض النظر عن الدوري الذي ينشط فيه .
هدفنا واضح و واحد التتويج بالكان المقبل ببلادنا ، و أي نتيجة غير ذلك يعد فشلا ذريعا و نكسة تاريخية للمنتخب الوطني بالنظر لما سخر له من إمكانيات مادية ، تقنية و لوجيستيكية.