رياضة
أخلاق الكبار فوق كل اعتبار…

بشق الأنفس، أهدى بلال الخنوس فريقنا الوطني فوزًا صعبًا على منتخب النيجر، في لقاء ظهر فيه الأسود بوجه باهت و مُقلق جدًّا للمهتمين بالشأن الكروي، وذلك ضمن رابع جولات التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى مونديال 2026.
ووسط المستوى التقني الجد متواضع الذي وبكل أمانة، أعادنا لسنوات كنا نتعرض فيها إلى “الاستفزاز” الكروي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، استوقفنا مشهد رائع قبل صافرة البداية، جعل عدسات الكاميرات تتجه نحو الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي تقدم لإلقاء التحية على أيقونة الحراسة المغربية الزاكي بادو، والكل حينها تذكر النوطة الشهيرة “الزاكي ووليداتو حتى فرقة مغلباتو”، التي تغنى بها الكبير و الصغير في شوارع وأحياء المملكة سنة 2004. سنةٌ ليست ككل السنوات، قدم فيها المنتخب سمفونيات خالدة على الأراضي التونسية في كأس أمم أفريقيا.
ولم تكن تحية الركراكي لبادو الزاكي، إلا امتداد لثقافة الاعتراف و الانصاف، المتجذرة في مُجتمعنا المغربي، فلا يجب أن نغفل عن الدور الكبير الذي لعبه الزاكي في مسار وليد من توجيهات و نصائح، داخل الملعب وخارجه، والتعامل نفسه كان مع جميع اللاعبين الذين ما زالوا يدينون لعنكبوت الحراسة المغربية بالشيء الكثير، على كافة المستويات.
إن ما فعله الركراكي مع الزاكي، هو القطعة المنقوصة في كرتنا الوطنية، فالأخلاق أصبحت شيئًا غريبًا في ظل المشاكل الجمة التي ضربت المنظومة الكروية، من نزاعات و ديون، والتغييرات الجذرية للمسيرين، دون نسيان آفة الشغب التي دمرت كل ما هو إنساني داخل ملاعبنا ومياديننا الرياضية.
وعلى الرغم من سلبيات الفوز الذي حققته النخبة الوطنية على منتخب النيجر، إلا أن مشهد عناق الركراكي و الزاكي، سيتصدر بدون أدنى شك عناوين الصحف و المواقع، لأن أخلاق الكبار تبقى فوق كل اعتبار…