دي ميستورا في الرباط.. هل يقترب النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من نقطة الحسم ؟

زيارة دي ميستورا، التي تتزامن مع اقتراب موعد المشاورات غير الرسمية لمجلس الأمن منتصف أبريل، لم تأتِ خارج السياق. فالمغرب، بقيادة الملك محمد السادس، نجح في ترسيخ قناعة دولية بأن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ولم يكن ذلك مجرد خطاب بروتوكولي، بل مسار واقعي تكرّس باعترافات دولية متزايدة، وافتتاح قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، إضافة إلى دعم متنامٍ داخل دوائر الأمم المتحدة نفسها.
الرباط لم تعد تتحدث لغة المناشدة أو تكرار الشعارات التقليدية، بل صارت تخاطب العالم بوقائع على الأرض، وهو ما عبّرت عنه بوضوح خلال اللقاء مع دي ميستورا. فالمغرب يدعو الأمم المتحدة إلى الخروج من متاهة الطروحات القديمة التي تجاوزها الزمن، والتعامل مع الواقع الجديد الذي يؤكد أن مغربية الصحراء لم تعد مجرد قضية سياسية، بل حقيقة جيوسياسية تدعمها التنمية والاستقرار في المنطقة.
دي ميستورا يدرك أن مسار التسوية ليس نزهة دبلوماسية، لكنه هذه المرة يواجه واقعًا مختلفًا: المغرب يفرض معادلة سياسية جديدة، والتأييد الدولي لموقفه في تصاعد، بينما الطرح الانفصالي يواجه عزلة غير مسبوقة. فهل يلتقط المبعوث الأممي هذه الإشارات الواضحة؟ وهل تكون هذه الزيارة خطوة نحو إنهاء آخر فصول هذا النزاع المفتعل؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الإجابة.