تأهل مع إيقاف التنفيد و مستوى مقلق لأسود الأطلس .. أبرز مخلفات التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2026

اختتم المنتخب المغربي التوقف الدولي لشهر مارس متصدرا لمجموعته بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية ، كندا و المكسيك.
و حقق أسود الاطلس انتصارهم الثاني على التوالي مساء اليوم الثلاثاء أمام تنزانيا بثنائية نظيفة ، في مباراة احتضنها الملعب الشرفي بوجدة ، معززا بذلك صدارته لترتيب المجموعة الخامسة برصيد 15 نقطة و بالعلامة الكاملة بعد تحقيقه لخمسة انتصارات متتالية ، كما أضحى طريقه مفروشا بالورود للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه و الثالثة على التوالي.
و بالعودة إلى مجريات المواجهة ، تواصل الإستعصاء و العقم الهجومي الكبير للعناصر الوطنية أمام المنتخبات المنظمة و التي تميل اكثر إلى إغلاق العمق و اللعب على الهجمات المرتدة الخاطفة ، و هو المعطى الذي تكرس خلال مجريات الشوط الأول حيث عجزت النخبة الوطنية عن فك شفرة دفاع التنزانيين ، بل تعداه الأمر إلى عدم تسديد و لو كرة مؤطرة واحدة على مرمى الضيوف ، في ظل حسن انتشار المنتخب التنزاني ، و تقارب خطوطه لاسيما على مستوى وسط الميدان و الدفاع.
معضلة لم يجد لها لا براهيم دياز المعزول و لا الزلزولي الغائب عن التنافسية أي حل ، و الجتأوا إلى لعب الكرات الطويلة بحثا عن رأس النصيري التائه وسط دفاع تنزاني حديدي خاصة خلال الشوط الأول .
مستوى مقلق و مردود كارثي أبانت عنه العناصر الوطنية خلال الشوط الأول امتدادا لما قدمه المنتخب خلال مواجهة النيجر الأخيرة ، فلم يقدر أمرابط على التقدم بالكرة إلى الأمام و البحث عن لاعبي العمق و الأطراف في ظل محدوديته الكبيرة بهذا الجانب ، فضلا عن اختفاء الصيباري و الخنوس بسبب الإندفاع البدني للضيوف و غياب أنصاف المساحات و هي نقطة قوة الثنائي ، كما تواصلت القرارات الغريبة لوليد الركراكي بإشراك يوسف بلعماري بمركز الظهير الأيسر مكان مزراوي ، مع الإبقاء على على آدم آزنو بدكة الإحتياط في قرار غير مفهوم ، رغم تقديم الرجاوي الحالي لمستوى محترم مشكلا ثنائي ديناميكي مع الزلزولي خاصة في الشوط الثاني ، كلها عوامل أثرت بالسلب على مردود أسود الأطلس لتنتهي الجولة الأولى على إيقاع البياض.
و مع مطلع الشوط الثاني ، كثف المنتخب المغربي من هجماته لاسيما على مستوى الأطراف بخلقه لثنائيات عن طريق كل من مزراوي دياز و الخنوس ، أربكت دفاع المنتخب التنزاني و أسفرت عن تسجيل الهدف الأول بأقدام المدافع نايف أكرد عند الدقيقة 51 بعد ركنية ارتدت من الحارس يعقوب سليمان علي ، تنفس معاه الركراكي و كتيبته الصعداء في ظل شح كبير في الفرص و استماتة كبيرة لدفاع الزوار.
هدف أعطى حيوية و نشاط كبيرين لخط هجوم الأسود بحثا عن هدف ثان ، و هو ما تأتى بعد أن تحصل المنتخب الوطني على ركلة جزاء عند الدقيقة 58 بعد لمس الكرة باليد من طرف أحد مدافعي المنتخب التنزاني ، انبرى لها بنجاح ابراهيم دياز مضاعفا الغلة للأسود .
و انخفض رتم المباراة تدريجيا بعد ذلك ، كما أقدم الركراكي على القيام بعدة تغييرات بإدخال كل من أوناحي ، بنصغير ، الراحيمي و عدلي أملا في تحريك المياه الراكضة بالمنتخب ، في المقابل اعتمد المنتخب التنزاني على سرعة كل من سايمون مسوفا و دينيس كيبو لخلخلة دفاعات أسود الأطلس الهشة لاسيما على مستوى الإرتداد الدفاعي .
و كاد الزوار أن يسجلوا هدف تقليص الفارق في أكثر من مناسبة بيد أن غياب النجاهة الهجومية من جهة ، و يقظة الحارس بونو من جهة أخرى حالت دون ذلك ، لينتهي اللقاء بفوز المنتخب المغربي بهدفين دون رد محققا الأهم ، لكن المستوى الفني و الإختيارات العاطفية للناخب الوطني وليد الركراكي تطرح العديد من علامات الإستفهام ، على بعد شهور قليلة من انطلاق كأس إفريقيا للأمم ببلادنا.
ختاما ، و بنظرة سريعة على نتائج باقي المنتخبات الكبيرة و مردودها الفني ، نستنتج أن المنتخب المغربي لم يتطور وظل حبيس خطة 4/1/4/1 العقيمة ، و التي لم و لن تفلح مع منتخبات القارة السمراء ، و هو ما زكته كأس افريقيا الأخيرة بساحل العاج باندحار المغرب من دور ثمن النهائي و الخروج بخفي حنين.
وجب على وليد الركراكي إعادة النظر في اختياراته التقنية ، و القطيعة مع مصطلحات من قبيل “الحب” ، و ” معول عليه وخا مكيماركيش ” ، المنتخب الوطني هو مرآة لإسمه يجب أن يضم نخبة اللاعبين إلى صفوفه بشرط توفر عاملي الجاهزية و الإستمرارية في العطاء ، و إلا وقع الفأس في الرأس و سنصير عرضة للسخرية من طرف الجميع ، بتجرعنا لمرارة فشل أخرى لم نعد قادرين على هضمها أو تحملها في ظل الإخفاقات العديدة التي شهدتها الكرة المغربية إفريقيا خلال السنوات الأخيرة رغم حجم الإمكانيات الهائلة التي سخرت له.