سياسة

المغرب يؤكد التزامه بالعلم المفتوح والدبلوماسية العلمية في اليونسكو

في قلب المشهد العلمي العالمي، يجدد المغرب التزامه بالعلم المفتوح والدبلوماسية العلمية كوسيلة لتعزيز التعاون الدولي، وذلك في إطار الحوار الوزاري العالمي حول الدبلوماسية العلمية الذي انعقد بمقر اليونسكو في باريس.
خلال هذا الحدث البارز، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، السيد عز الدين الميداوي، أن المغرب يسعى إلى بناء نظام علمي مشترك ومنفتح، يحترم الضرورات الأمنية، ويتيح للباحثين من مختلف أنحاء العالم المساهمة الفعالة في إثراء المعرفة الجماعية. وقد ترأس الوزير مائدة مستديرة إلى جانب المديرة العامة المساعدة للعلوم الطبيعية في اليونسكو، السيدة ليديا بريتو، حيث ناقشا دور الدبلوماسية العلمية في الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والبنى التحتية العلمية.
العلم والدبلوماسية: ركيزتان لمستقبل مشترك
خلال كلمته الافتتاحية، شدد السيد الميداوي على أن العالم يواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب تعاونا علميا عابرا للحدود، بدءا من التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي، وصولا إلى قضايا الأمن الغذائي والطاقة والمياه. وأضاف أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، أطلق إصلاحات هيكلية طموحة ضمن النموذج التنموي الجديد، حيث يحتل رأس المال البشري والعلم والتكنولوجيا مكانة محورية في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار الوزير إلى أن الدبلوماسية العلمية أصبحت اليوم “رافعة استراتيجية” لا غنى عنها لضمان إدارة فعالة وعادلة للموارد المشتركة، من خلال تعزيز التعاون الدولي، وتبادل المعارف، واحترام مبادئ الإنصاف والشفافية.
العلم المفتوح أداة للابتكار والتنمية المستدامة
من بين أبرز المحاور التي ركز عليها السيد الميداوي كان مفهوم “العلم المفتوح”، الذي وصفه بأنه “أداة للابتكار والتنمية المستدامة”. وأوضح أن المغرب يعمل على تعزيز التعاون العلمي مع شركائه الإقليميين والدوليين، من خلال تطوير شراكات استراتيجية تهدف إلى تبادل البنى التحتية العلمية والمعرفة البحثية.
إلا أن الوزير حذر في المقابل من التحديات المرتبطة بالعلم المفتوح، خاصة فيما يتعلق بحماية البيانات الحساسة، مثل المعلومات المتعلقة بالصحة، التكنولوجيا الحيوية، والذكاء الاصطناعي. وأكد ضرورة إيجاد توازن بين إتاحة المعرفة العلمية وضمان أمن الدول وسيادتها، مشيرا إلى مخاطر إساءة توظيف الأبحاث ذات الاستخدام المزدوج.
دور اليونسكو في دعم الدبلوماسية العلمية
في سياق حديثه عن الدور المحوري لليونسكو والمنظمات الدولية، نوه الوزير بتوصية الأمم المتحدة لعام 2021 حول العلوم المفتوحة، والتي تهدف إلى وضع أطر حوكمة متوازنة، تسهم في تعزيز الوصول العادل إلى المنشورات العلمية والبيانات، مع الحفاظ على الحوار الشامل بين المجتمع العلمي وأنظمة المعرفة المختلفة.
نحو مقاربة عالمية جديدة للدبلوماسية العلمية
يأتي هذا الحوار الوزاري العالمي ضمن إطار “العقد الدولي للعلوم من أجل التنمية المستدامة”، حيث يسعى إلى بلورة رؤية جديدة لدبلوماسية العلوم، تتماشى مع احتياجات المجتمعات المعاصرة. وفي ختام مداخلته، شدد السيد الميداوي على أن “العلم المفتوح يجب أن يكون محركا للشمول، ولكن أيضا للسيادة العلمية”، مؤكدا على ضرورة تحقيق توازن بين إتاحة المعرفة وحمايتها، بما يضمن استمرار الابتكار دون المساس بأمن الدول واستقلالها.
بهذا، يؤكد المغرب من جديد ريادته في مجال التعاون العلمي والدبلوماسية العلمية، مجسدا رؤيته نحو مستقبل أكثر انفتاحا واستدامة، حيث يصبح العلم أداة لتعزيز الحوار والتقدم المشترك بين الأمم.
فاطمة الزهراء الجلاد.
إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close