سياسة

المغرب والولايات المتحدة: شراكة تاريخية تتعزز مع اقتراب الذكرى الـ250 لمعاهدة الصداقة

في خطوة تعكس عمق العلاقات المغربية الأمريكية، أدرج الكونغرس الأمريكي مشروع قرار يحتفي بالصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك مع اقتراب الذكرى الـ250 لمعاهدة السلام والصداقة التي جعلت المغرب أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولايات المتحدة.
قرار يعكس التزاما ثنائيا راسخا
حمل القرار، الذي قدمه عضوا الكونغرس الجمهوري جو ويلسون والديمقراطي برادلي شنايدر، عنوان “الاعتراف بالصداقة العريقة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية”، وتم عرضه على لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب.
ويؤكد هذا القرار التزام الحزبين الأمريكيين بتعزيز التحالف التاريخي بين البلدين، كما يبرز الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
معاهدة تاريخية وأقدم العلاقات الدبلوماسية الأمريكية
تعود جذور هذه العلاقة إلى معاهدة السلام والصداقة التي تم توقيعها عام 1787، والتي أرست أسس التعاون الدبلوماسي والتجاري بين الولايات المتحدة والمغرب. ووفقا لنص القرار، فإن المغرب لم يكن فقط أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة عام 1777، بل إن هذه المعاهدة تظل “أقدم علاقة دبلوماسية متواصلة في تاريخ الولايات المتحدة”.
شراكة متعددة الأبعاد ومصالح استراتيجية مشتركة
يشير القرار إلى أن العلاقات المغربية الأمريكية تطورت لتشمل مختلف المجالات، من الاقتصاد إلى الأمن والتبادل الثقافي. ويعد المغرب الدولة الإفريقية الوحيدة التي وقعت اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة، مما أدى إلى نمو التبادلات التجارية، خاصة في القطاع الفلاحي منذ عام 2006.
في المجال الأمني، أكد القرار على التعاون الوثيق بين البلدين في مكافحة الإرهاب، والحد من انتشار الأسلحة النووية، ومحاربة الاتجار غير المشروع في الأسلحة، إضافة إلى التنسيق العسكري. كما سلط الضوء على الدور الذي يلعبه المغرب في تحقيق الاستقرار الإقليمي، خاصة من خلال مشاركته في اتفاقيات أبراهام لتعزيز السلام في الشرق الأوسط.
التعاون الثقافي والإنساني وتعزيز الحوار بين الأديان
لم تقتصر العلاقات بين البلدين على المصالح الاقتصادية والأمنية، بل امتدت إلى المجال الثقافي والإنساني. فقد شدد القرار على الدور البارز الذي يلعبه المغرب في تعزيز التعايش بين الأديان، وحماية الطائفة اليهودية، إضافة إلى مساهمة الجاليات المغربية الأمريكية في إثراء التنوع الثقافي داخل الولايات المتحدة.
ومع اقتراب الاحتفال بالذكرى الـ250 للعلاقات المغربية الأمريكية في عام 2027، يحث القرار على ضرورة تعزيز التعاون في مجالات التجارة، والأمن، والتحول الرقمي، والعمل الإنساني. كما يدعو إلى استغلال الفرص والتصدي للتحديات المشتركة، بما يعزز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ويضمن استدامتها في المستقبل.
يمثل القرار الذي قدمه الكونغرس اعترافا جديدا بأهمية الشراكة الأمريكية المغربية، ويؤكد أن هذه العلاقة التاريخية لم تقتصر على الماضي، بل إنها مستمرة في التطور، لتكون نموذجا ناجحا للتعاون الدولي القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
فاطمة الزهراء الجلاد.
إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close