نيروبي تحتضن لقاء إقليميا لتعزيز الشفافية والحكامة المنفتحة في إفريقيا والشرق الأوسط

انطلقت في العاصمة الكينية نيروبي أشغال اللقاء الجهوي لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط لشراكة الحكومة المنفتحة، يوم الثلاثاء، بمشاركة وفد مغربي هام يضم ممثلين عن مختلف القطاعات الحكومية، الجهات، الجماعات الترابية، والمجتمع المدني. ويستمر هذا الحدث البارز على مدى ثلاثة أيام، حيث يشكل منصة حيوية لتبادل التجارب والخبرات حول سبل تعزيز الشفافية والمساءلة والمشاركة المواطنة.

أجندة غنية ومناقشات معمقة

يتيح اللقاء للمشاركين فرصة الانخراط في سلسلة من الموائد المستديرة، الحلقات النقاشية الموضوعاتية، وورشات العمل التفاعلية، التي تتناول قضايا جوهرية مثل مكافحة الفساد، الحكامة الرقمية، الانفتاح المالي، والولوج إلى العدالة. كما سيتم التركيز على سبل تحسين الخدمات العمومية من خلال الابتكار الرقمي والتكنولوجيا الناشئة، ولاسيما الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعزيز شفافية البيانات ودراسة تجارب ناجحة في التصدي للفساد.

وتسعى هذه الفعاليات إلى خلق فضاءات للحوار المثمر بين الحكومات والمجتمع المدني وباقي الفاعلين، بهدف بلورة استراتيجيات تعاون فعالة، تضمن إشراك المواطنين في عملية صنع القرار وتعزز الثقة بين المؤسسات والساكنة.

الحكامة المنفتحة كركيزة للتنمية

لا تقتصر النقاشات المطروحة على الجوانب التقنية والتكنولوجية، بل تمتد أيضا إلى تحليل آليات الشفافية المالية وإشراك المواطنين في التدبير المالي، باعتباره أداة لتعزيز المساءلة وضمان حسن إدارة الموارد. كما سيتم التطرق إلى التحديات المرتبطة بالولوج إلى المعلومات، باعتبارها عنصرا جوهريا في ترسيخ الحكامة الرشيدة وضمان حق المواطنين في الاطلاع والمشاركة.

شراكة دولية لتعزيز الديمقراطية التشاركية

جدير بالذكر أن شراكة الحكومة المنفتحة هي مبادرة دولية تم إطلاقها سنة 2011 على هامش الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتهدف إلى تعزيز الديمقراطية التشاركية من خلال تشجيع الحكومات على تبني سياسات تضمن الشفافية، تمكين المواطنين، مكافحة الفساد، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين الحكامة.

ويمثل هذا اللقاء محطة أساسية لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والشرق أوسطية، من أجل تبني مقاربات أكثر انفتاحا وشمولية في إدارة الشأن العام، بما يساهم في بناء مجتمعات أكثر شفافية، عدلا، واستدامة.

فاطمة الزهراء الجلاد.