أمينة بوعياش تواصل قيادة المجلس الوطني لحقوق الإنسان: مسيرة حافلة بالنضال والإنجازات

مسيرة أكاديمية ومهنية متميزة

ولدت أمينة بوعياش سنة 1957 بمدينة تطوان، وحصلت على ماستر في الاقتصاد السياسي، ما منحها قاعدة معرفية متينة ساعدتها في فهم القضايا الحقوقية من منظور تحليلي واستراتيجي. شغلت عدة مناصب بارزة، أبرزها منصب سفيرة للمملكة المغربية في السويد وجمهورية ليتوانيا، ما أتاح لها فرصة تمثيل المغرب على الساحة الدولية وتعزيز العلاقات الدبلوماسية في المجال الحقوقي.

أدوار بارزة في المجال الحقوقي

تعد السيدة بوعياش من الأسماء البارزة في الحركة الحقوقية، حيث شغلت منصب الكاتبة العامة ونائبة رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، التي تتخذ من باريس مقرا لها. كما كانت عضوا في المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة، وعضوا مؤسسا للمؤسسة الأورو-متوسطية لمحاربة الاختفاءات القسرية.

كما ساهمت في تعزيز حقوق الإنسان من خلال عضويتها في المنتدى الجهوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتصديق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب، إضافة إلى عضويتها في مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، ما يعكس التزامها بالدفاع عن الفئات المهمشة.

ريادة نسائية في المشهد الحقوقي

في عام 2006، انتخبت بوعياش رئيسة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، لتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب، في خطوة تعكس ثقة المجتمع الحقوقي بقدرتها على قيادة التحولات وتعزيز الإصلاحات.

وفي عام 2011، عينت عضوا في اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، حيث ساهمت في صياغة الإصلاحات الدستورية التي عززت مكانة حقوق الإنسان في المغرب.

حضور دولي وتأثير واسع

امتد تأثير بوعياش إلى الساحة الدولية، حيث كانت منسقة للمنظمات الإفريقية غير الحكومية خلال القمة الإفريقية بأديس أبابا عام 2014، وعضوا في مجموعة عمل المنتدى الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان حول “حرية تكوين الجمعيات” بين عامي 2009 و2011. كما كانت عضوا في الأمانة العامة لمنظمة مجتمع الديمقراطيات في الشيلي عام 2013، وعضوا في اللجنة الاستشارية لـ”مؤتمر كوبنهاغن للحوار بين الحضارات وحماية حرية التعبير”.

تجديد الثقة ومسؤوليات جديدة

يأتي تجديد تعيين أمينة بوعياش على رأس المجلس الوطني لحقوق الإنسان تأكيداً على دورها الفاعل في تعزيز منظومة حقوق الإنسان بالمغرب، واستمرارا لجهودها في تكريس المبادئ الكونية للحقوق والحريات. ومن المتوقع أن تواصل بوعياش العمل على الملفات الحقوقية الكبرى، ومتابعة تنفيذ الإصلاحات التي تعزز سيادة القانون وتحمي الحريات الأساسية.

بهذا التعيين الجديد، تظل أمينة بوعياش نموذجا للمرأة المغربية الرائدة، التي استطاعت أن تحفر اسمها في سجل المدافعين عن الحقوق والكرامة الإنسانية، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

فاطمة الزهراء الجلاد.