5 نقاط مهمة تختزل السقوط المدوي للعساكر بالقاهرة

لم يتوقع أشد المتشائمين من جمهور الجيش الملكي السقطة المدوية للعساكر أمام بيراميدز برباعية مقابل هدف أمس الثلاثاء ، لحساب ذهاب ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية تحولت معها فرحة عيد الفطر إلى مأتم.
مباراة عاشت خلالها الجماهير المغربية و خاصة المتيمة بحب الجيش الملكي سيناريو مرعب و آداء كارثي على جميع المستويات ، حارس مهزوز ، دفاع مرتبك، وسط مفكك، هجوم خارج التغطية و مدرب فاقد للبوصلة تماما. كلها أمور أدت إلى اندحار الفريق بقلب القاهرة و أمام خصم في المتناول دفاعيا رغم الإمكانيات الفردية الهائلة التي يتمتع بها لاعبوه خاصة على مستوى الهجوم.
بتحليل بسيط و بنظرة عميقة حول حيثيات و ظروف المباراة ، خمس نقاط مهمة شكلت الفارق و رجحت كفة احفاد الفراعنة على حساب أبناء العاصمة .
1-قراءة خاطئة للبرتغالي سانتوس و كوتشينغ سيء جدا:
دخل الكسندر سانتوس مدرب الجيش الملكي المباراة بتشكيلة خاطئة منذ البداية كلفت العساكر الشيء الكثير و أفقدت الفريق قوته و توازنه ، الإستعانة بالعربي الناجي مكان إينونغا المتألق في خط الدفاع بجانب الصوابي كان انتحارا كرويا و هو ما ظهر بالملموس مبكرا ، حيث ارتكب الناجي خطأين في ظرف وجيز تسبب في هدفين لأصحاب الأرض ، و هو المعطى الذي منح رفقاء محمد الشيبي أفضلية معنوية كبيرة خلال باقي أطوار المواجهة.
بطء كبير في اخراج الكرة ، تمركز خاطىء و توهان غير طبيعي للاعب يمتلك ما يكفي من الخبرة و التجربة في هكذا مواعيد ، و هو الذي توج سابقا بكأس الكونفدرالية الإفريقية في مناسبتين رفقة نهضة بركان .
قرار سانتوس باقحام الناجي في خط الدفاع ترك فراغا مهولا بوسط ميدان العساكر ، فلم يقدر الثنائي حريمات و الدراك على شغل الأدوار الدفاعية و تعطيل الآلة الهجومية لبيراميدز بشكل مثالي بحكم خصائصهما الهجومية ، فراغ استغله النادي المصري على أكمل وجه ضاربا دفاع العساكر في مقتل في أكثر من مرة و مسجلا رباعية مدوية.
كما أن الإبقاء على الثنائي أنس باش و نجم الفريق الأول أمين الزحزوح في دكة الإحتياط خطوة تطرح أكثر من علامة استفهام من البرتغالي ، فأنس باش أبان عن مستوى محترم خلال المباريات الأخيرة بقتاليته الكبيرة و قدرته على شغل أكثر من مركز ، إقحام بوخريص الغير جاهز بدنيا بعد عودته من الإصابة يعد مغامرة كبيرة و هو ما ظهر جليا خلال المباراة بخسارة هذا الأخير لجميع الثنائيات أمام ابراهيم عادل ، و عدم تقديمه للمساندة الهجومية لكل من أيت أورخان و الفحلي ليظل ثنائي خط الهجوم معزولا طيلة دقائق المواجهة .
فيما شكل قرار عدم الزج بالزحزوح كأساسي صدمة للجمهور العسكري باعتباره العصب الحساس و أول مصدر للخطورة بالفريق بتمريراته الكاسرة للخطوط ، رؤيته الثاقبة للملعب و تسديداته البعيدة المدى ، و هو ما افتقده الجيش الملكي طيلة 60 دقيقة من اللعب باستثناء اجتهادات فردية لعبد الفتاح حدراف و الذي كان افضل السيئين بتسجيله لهدف تدليل الفارق .
2-الخبرة و التجربة في أدوار خروج المغلوب .
افتقد الفريق العسكري لعنصر التجربة في كيفية تدبير أطوار مواجهة الأمس و الخروج باقل الأضرار ،و هو امتداد لمشوار الجيش الملكي خلال الثلاث سنوات الأخيرة ، حيث اقصي الفريق في ثلاث مناسبات أمام أندية شمال افريقيا في أدوار خروج المغلوب من المسابقات الإفريقية ، ما يوضح بالملموس غياب الشخصية الفولاذية و ثباث المستوى في هاته المرحلة من المنافسة، ما يطرح العديد من التساؤلات حول تنقلات الفريق أمام أقرانه من أندية شمال افريقيا.
3-دكة احتياط قوية و بدائل في المستوى:
دقت الجماهير العسكرية ناقوس الخطو مبكرا حول محدودية تشكيلة الفريق و غياب بدائل في المستوى قادرة على مجابهة عمالة القارة و تقديم الإضافة المرجوة ، و هو ما زكته مباراة الأمس بغياب هداف من طينة الكبار يسجل من انصاف الفرص ، و هو ما يتوفر عليه بيراميدز بامتلاكه للكونغولي فيستون مايلي و الذي سجل ثنائية من أول لمستين في المباراة ، كما أن التفريط في خدمات البوتسواني أوريبونيي كان خطأ جسيما من ادارة العساكر رغم تضارب الآراء حول مردوده التقني ، لكنه يظل خيارا ممتازا على الدكة ، ناهيك عن الإستغناء عن خدمات الحارس لمهدي بنعبيد لمجرد تراجع مستواه شكل فراغا مهولا على مستوى حراسة المرمى في ظل اصابة الخياطي و عدم اقناع الحمياني بسبب ابتعاده عن المنافسة لمدة طويلة .
بنعبيد حارس يتوفر على مؤهلات محترمة رغم أخطائه ، فقدرته العالية على اللعب بالقدمين و تمريراته الطويلة الدقيقة إلى الأمام ، و كذا قراءته الجيدة لمسار الكرة ، فضلا عن تدخلاته الحاسمة كانت سلاحا فتاكا و قيمة مضافة كبيرة للعساكر و هو ما كان ينقص الزعيم يوم أمس .
4-تضييق الخناق على جمهور الفريق و منعه من ولوج الملعب:
شكلت الممارسات الغير مسؤولة لإدارة نادي بيراميدز بمنعها لولوج جماهير الجيش الملكي الملعب لمتابعة المباراة الحدث قبل و أثناء اللقاء ، و هو ما أثر بشكل كبير على المردود التقني للفريق ، فالعساكر يستمدون قوتهم من جماهيرهم الشغوفة و التي شكلت علامة فارقة خلال دور المجموعات و كانت سببا رئيسيا في تصدر الجيش الملكي لمجموعته رغم صعوبتها ، لكن الفريق افتقد إلى اللاعب رقم 12 خلال مواجهة الأمس رغم السماح بحضور العشرات من أنصار الفريق و التي دعمت و شجعت اللاعبين طيلة أطوار اللقاء رغم تقديمهم لمستوى كارثي .
5-خصم صعب و فرديات صنعت الفارق.
يمر نادي بيراميدز بفترة ممتازة سواء على المستوى المحلي و القااري بتصدره لترتيب الدوري المصري أمام كل من الأهلي و الزمالك و تأهله لنهائي كأس مصر ، و هو ما يوضح قوته و استمراريته خلال السنوات الأخيرة . كما ان الفريق بات يتوفر على تجربة افريقية محترمة بفضل مشاركاته الإفريقية المستمرة و وصوله إلى نهائي كأس الكونفدرالية ، و هو ما زكته مباراة الذهاب بحسن تدبيره لدقائق المواجهة محققا الأهم بتسجيله لأربعة أهداف .
ناهيك عن توفر الفريق على فرديات كبيرة جدا صنعت الفارق و أعطت الأزرق أفضلية كبيرة في انتظار لقاء العودة ، حيث شكل الثنائي مايلي و ابراهيم عادل صداعا في رأس دفاع العساكر المفككك ، دون الإغفال عن الدور الكبير الذي لعبه كل من مصطفى فتحي و رمضان صبحي في الضغط على وسط ميدان الجيش الملكي و منعه من الصعود بالكرة ، إضافة إلى ثباث و رزانة الشيبي و غيرها من الأسماء القوية التي يتوفر عليها الكرواتي يوريتيتش.
ختاما تظل مهمة العساكر صعبة لكنها ليست بالمستحيلة ، فالفريق بحاجة إلى تقديم مباراة اسطورية و مرجعية خلال لقاء العودة مع تحصين دفاعه المهتز و الذي ابان عن عيوب واضحة خلال موقعة الذهاب .
وجب على سانتوس إيجاد التوليفة المناسبة و العمل على تصحيح الأخطاء و النواقص إن أراد الفريق العبور إلى المربع الذهبي ، خاصة مع الدعم الجماهيري الكبير الذي سيشهده الملعب الشرفي بمكناس.
كل التوفيق لممثل الكرة المغربية في لقاء الإياب لخطف بطاقة العبور إلى دور النصف من عصبة الأبطال الإفريقية و التتويج بالكأس الثانية في تاريخ الزعيم.