الدار البيضاء ونواكشوط… حين تُحلّق السماء على إيقاع التعاون المغاربي

لم يعد الأمر يتعلق بمجرد رحلات منتظمة بين بلدين جارين، بل بات مشروعًا متكاملاً لتيسير الحركة، وتوسيع الخيارات، وتحسين جودة السفر، في إطار رؤية مشتركة لتكثيف الترابط داخل الفضاء الإفريقي. الاتفاق الجديد سيُترجم على أرض الواقع بزيادة عدد الرحلات الأسبوعية ليصل إلى تسع رحلات لكل من الشركتين على هذا الخط الحيوي، ما يعزز من دينامية التنقل بين الضفتين.
لكن التحليق لا يتوقف هنا. فبفضل هذا التعاون، سيتمكن مسافرو “موريتانيا إيرلاينز” من الوصول بسهولة إلى أربع وجهات دولية جديدة عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء: مدريد، باريس، دبي، ولواندا. في المقابل، ستفتح أبواب نواكشوط لركاب “لارام” بروح الانفتاح والتكامل الإقليمي.
الاتفاق يحمل كذلك أبعادًا أعمق تتجاوز الطيران، ليمتد إلى مجالات حيوية مثل الصيانة، التكوين، التحول الرقمي، والتدبير الإداري، ما يعكس رغبة الطرفين في بناء شراكة بنيوية تكرّس مبدأ التعاون جنوب-جنوب، وترسّخ حضور الشركتين ضمن مشهد الطيران الإفريقي.
هذا التقارب الجوي بين الرباط ونواكشوط ليس مجرّد تحالف تجاري، بل هو إعلان عملي عن انبعاث روح مغاربية جديدة… روح تُحلّق عالياً، وتراهن على السماء لتقريب الشعوب، وتحويل الخرائط إلى جسور.