الطالبي العلمي من غرناطة: لا تساهل مع من يعبث بوحدة الدول وسلامة أراضيها

الطالبي العلمي، الذي كان يتحدث خلال الجلسة الختامية لمنتدى دولي حول مستقبل البحر الأبيض المتوسط، احتضنته غرناطة ما بين 2 و4 أبريل، لم يكتف بالتشخيص الدبلوماسي، بل انبرى مدافعًا عن تصور مغربي متماسك يرى أن احترام القانون الدولي والالتزامات الدولية هو القاعدة الذهبية لبناء أمن جماعي مشترك، ولبنة أساسية في هندسة التعاون جنوب-شمال.
“حين تغيب المواقف الجادة والواضحة”، يقول رئيس مجلس النواب، “تفتح الأبواب أمام المتعصبين والمتطرفين لتخريب التعايش، وزرع الشك في مشروع المتوسط الكبير”. وهو تحذير لا يُقرأ فقط في سياق التحديات الآنية، بل يُفهم ضمن استراتيجية مغربية أوسع تُحذر من محاولات تفكيك الدول وزرع الانفصال كأداة لزعزعة الاستقرار.
الهجرة، الإرهاب، التغير المناخي، والمساواة بين الجنسين… كلها ملفات حضرت بقوة في خطاب الطالبي العلمي، لكنها رُبطت بخيط ناظم: ضرورة التحرك الجماعي بمسؤولية، والتعويل على الالتزامات المتبادلة بدل الخطابات المتعالية أو السياسات الانتقائية.
في موضوع الهجرة، ذكّر بمخرجات مؤتمر مراكش 2018، داعيًا إلى الالتزام بروح الميثاق العالمي للهجرة، والابتعاد عن الحلول الأمنية البحتة. أما في ما يخص المناخ، فشدد على وجوب احترام تعهدات مؤتمرات الأطراف، ودمج العمل البرلماني في معركة المناخ باعتباره أداة للتأثير الحقيقي في السياسات.
وعلى الرغم من عمق التحديات، لم يُخف الطالبي العلمي تفاؤله بإفريقيا “قارة المستقبل”، كما وصفها، مؤكدا أن تجاوز أزمات الضفة الشمالية يمر حتمًا من دعم الجنوب، لا سيما من خلال بناء شراكات عادلة ومتوازنة، والقطع مع منطق الاستغلال.
المنتدى البرلماني، الذي جمع 43 دولة تمثل أعضاء الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، كان مناسبة لتجديد التزام المملكة المغربية بخيار الحوار، وتأكيد انخراطها في كل المبادرات الرامية إلى تعزيز التعايش والعدالة والكرامة الإنسانية في ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
من غرناطة، إذن، لم تكن الكلمة مغربية فحسب، بل كانت بمضامينها، دعوة صريحة لتأسيس متوسط جديد… أكثر إنصافًا، أكثر توازنًا، وأكثر احترامًا لسيادة الشعوب ووحدة الأوطان.