“مؤسسات الريادة”… مدارس التميز تدخل مرحلة التتويج بشراكة مؤسساتية واعدة

في خطوة نوعية تعكس تحولًا عميقًا في تصور منظومة التعليم بالمغرب، وقّعت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة اتفاقية شراكة مع المرصد الوطني للتنمية البشرية، اليوم الجمعة بالرباط، تروم تتبع ومواكبة عملية منح علامة “مؤسسة الريادة” برسم الموسم الدراسي 2024-2025.
هذه العلامة التي تُمنح للمؤسسات التعليمية المستوفية لمعايير الجودة والتميز، لم تعد مجرد تصنيف رمزي، بل تحوّلت إلى أداة استراتيجية لتثمين المجهودات، وتحفيز الابتكار التربوي، والارتقاء بمستوى الأداء الإداري والبيداغوجي، في أفق بناء نموذج مدرسي مغربي يستجيب لطموحات المستقبل.
الاتفاقية، التي وقّعها كل من الوزير محمد سعد برادة ورئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية عثمان كاير، تُترجم إرادة مشتركة لوضع التعليم في قلب معادلة التنمية، عبر ضمان مواكبة علمية دقيقة لعملية التصنيف، من خلال جمع المعطيات وتحليلها ومساعدة لجنة التقييم على إصدار قرارات موضوعية مبنية على مؤشرات واقعية.
أزيد من 2000 مدرسة ابتدائية، و512 وحدة فرعية، و232 ثانوية إعدادية منخرطة في مشروع “مؤسسات الريادة” ستدخل غمار التقييم، في مشهد يعكس دينامية إصلاحية شاملة تقودها الوزارة، بإصرار على تجاوز إشكالات الماضي، وبناء مدرسة عمومية تليق بتطلعات الأجيال الصاعدة.
وفي كلمته بالمناسبة، شدد الوزير برادة على أن هذه المبادرة تندرج ضمن تنفيذ خارطة الطريق 2022-2026، التي تضع الجودة والتميّز والابتكار في صلب التحول التعليمي، مشيرًا إلى أن منح هذه العلامة يشكل رافعة أساسية لتحسين بيئة التعلم، وتعزيز انفتاح التلاميذ، ومحاربة الهدر المدرسي.
المبادرة تندرج كذلك في سياق التفعيل العملي للقانون الإطار 51.17، وترجمة عملية للرؤية الاستراتيجية 2015-2030، ما يجعل من “مؤسسة الريادة” أكثر من مجرد صفة، بل عنوانًا لمدرسة جديدة تستحق الثقة، وتُراهن على التفوق، وتؤمن أن التعليم الجيد هو القاطرة الحقيقية لأي تنمية بشرية شاملة.
المدرسة المغربية، إذن، تفتح صفحة جديدة في مسارها… عنوانها: الاعتراف بالتميز، ومكافأة الجودة، وتشجيع التفرد في زمن لا يعترف إلا بالكفاءات والرؤى الجريئة.