عصبة الأبطال الإفريقية: إقصاء مر للعساكر و فشل جديد للكرة المغربية

ودع الجيش الملكي منافسات دوري أبطال افريقيا من بوابة دور ربع النهائي عقب إقصائه أمام بيراميدز المصري رغم انتصاره إيابا بهدفين لصفر ، أمس الثلاثاء ، على أرضية الملعب الشرفي بمكناس.
و شكلت الهزيمة القاسية برباعية ذهابا مفترق الطرق ، حيث كانت سببا رئيسيا في إقصاء الفريق رغم تقديمه لمستوى كبير و غرينتا عالية في مباراة العودة ، لكن ذلك لم يكن كافيا للعبور إلى الدور الموالي من المسابقة.
و بالعودة إلى مجريات اللقاء ، دخل البرتغالي ألسكندر سانتوس بالتشكيل المثالي و هو ما أعاد التوازن للعساكر باقحامه لايبونغا بخط الدفاع ، و أنس باش على الطرف الأيمن ، كما استعاد الزحزوح مكانته الأساسية و قدم مباراة بطولية كحال باقي اللاعبين.
سجل العساكر مبكرا في سيناريو مثالي و كاد أن يضيف الفحلي الهدف الثاني في عدة مناسبات في ظل ارتباك دفاع المصريين و ضغط أنصار الجيش الملكي ، و الذين أتتوا جنبات الملعب الشرفي بمكناس و كانوا نعم الدعم و السند للفريق طيلة أطوار المواجهة.
و رغم غياب الثلاثي ابراهيم عادل ، بلاتي توري ، و رمضان صبحي عن تشكيلة بيراميدز بسبب الإصابة ، بيد أن الفريق المصري عرف كيف يسير دقائق اللقاء و يمتص ضغط العساكر بتكسيره لرتم اللقاء ، بل و كاد أن ينهي الأمور مبكرا عن طريق السفاح مايلي لكن الفار ألغى الهدف بداعي التسلل.
بيراميدز استفاد من فوزه ذهابا برباعية ، و اختار البقاء في مناطقه الخلفية و مباغثة الجيش الملكي عن طريق المرتدات السريعة الخاطفة ، و التي شكلت خطورة بالغة على دفاع و مرمى الحارس الحمياني، و بوجود ثلة من لاعبي الخبرة يتقدمهم الثنائي المغربي محمد الشيبي و وليد الكرتي نجح الفريق المصري في الخروج بأقل الأضرار خلال الشوط الأول .
أخرج البرتغالي سانتوس أوراقه كاملة خلال الجولة الثانية و لعب “الكل في الكل” بإقحامه لجويل بيا و أحمد حمودان ، ثنائي أعطى حركية و ديناميكية كبيرة لهجوم الزعيم ليتواصل زحف العساكر نحو مرمى الشناوي ، و الذي كان نجم المباراة من جانب بيراميدز بخبرته و تصدياته الحاسمة .
و رغم تسجيل العساكر لهدف ثان عن طريق البديل بيا من جملة تكتيكية محكمة بينه و بين حمودان ، عجز الفريق عن تسجيل الهدف الثالث و التأهل إلى الدور المقبل ، خاصة تسديدة أمين الزحزوح من ركلة ثابثة و التي جانبت المرمى بسنتيمترات قليلة .
الزحزوح كان نجم المباراة من دون منازع بتحركاته المتميزة في أنصاف المساحات ، و مراوغاته الفدة، فضلا عن تمريراته المفتاحية للأمام، لكن الحظ عانده في تسجيل هدف الخلاص للعساكر في أكثر من مناسبة، دون الإغفال عن المستوى الكبير الذي ظهر به كل من الدراغ و حدراف بعد استعادتهما لجميع مقوماتهما التقنية و البدنية.
إقصاء مر للزعيم رغم تقديمه لمستوى طيب و روح قتالية عالية حيث خرج اللاعبون تحت تصفيقات الجمهور العسكري ، لكنها مباراة تركت غصة في قلوبنا بعد الآداء الكارثي و سوء قراءة و تدبير البرتغالي سانتوس لموقعة الذهاب ، و هو ما عصف بمشوار الفريق في المسابقة .
ختاما كان بالإمكان تقديم أفضل مما كان ، لكنها مباراة للتعلم و سيستفيد منها العساكر كثيرا مستقبلا، كما أن عاملي الخبرة و التجربة يلعبان دورا مهما في الأدوار الحاسمة و هو ما افتقده الجيش الملكي ، فضلا عن بنك احتياط قوي و قطع غيار في المستوى لصنع الفارق و مجابهة أعتد الفرق الإفريقية ، و هو المعطى الذي رجح كفة الفريق المصري بعبوره إلى المربع الذهبي من الأميرة السمراء.
فشل جديد للكرة المغربية على مستوى دوري الأبطال بغيابنا للمرة الثانية تواليا عن المريع الذهبي و هو ما قد يتسبب في تراجع المغرب في التصنيف التراكمي للكاف، بعد 14 سنة من التألق وصل خلالها الوداد الرياضي إلى دور النصف في 8 مرات و الرجاء في مرة وحيدة.