سياسة

سمير الدهر: المملكة تترجم على أرض الواقع مفهوم تحالف الحضارات…. واحترام هوية وتاريخ وروحانية كل فرد

في زمن تتفاقم فيه نزعات الإقصاء وتعلو فيه أصوات رفض الآخر، يبرز المغرب كنموذج استثنائي يجسد قيم الانفتاح والتعايش، ويضع تنوعه الثقافي الغني في قلب مشروعه الحداثي. هذا ما أكده السفير المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى منظمة اليونسكو، السيد سمير الدهر، خلال افتتاح معرض “المغرب: تقليد الانفتاح والسلام” بمقر المنظمة في باريس، يوم أمس الثلاثاء.
في كلمته الافتتاحية، شدد السفير على أن المغرب “جعل من تنوعه الثقافي محركاً مركزياً لتطوره”، مؤكداً أن المملكة تترجم على أرض الواقع مفهوم تحالف الحضارات، من خلال الإصغاء لمختلف السرديات واحترام هوية وتاريخ وروحانية كل فرد.
وقال الدهر: “في زمن تزدهر فيه أوهام إنكار الآخر، يجسد المغرب نموذجاً فريداً لتحالف الثقافات، حيث يتعايش المسلمون واليهود والمسيحيون في أرض واحدة، تجمعهم قيم إنسانية عليا تعلي من شأن الكرامة والعدالة والتفاهم”.
وذكر السفير بأن المغاربة، حملة إرث حضاري متعدد الجذور – من إفريقيا إلى الأندلس، ومن الأمازيغية إلى اليهودية والمتوسطية – يعتزون بتقليد راسخ في الانفتاح والسلام، وهو تقليد تشارك فيه جميع جهات المملكة الـ12، مما يعكس تنوعاً يثري النسيج الوطني ويعزز موقع المغرب كجسر بين الحضارات.
كما أشار إلى أن هذا النموذج المغربي يستمد قوته واستمراريته من القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يدافع عن قيم الانفتاح والتسامح، ويكرس ثقافة السلام كخيار استراتيجي على المستويين الداخلي والدولي.
وأبرز السفير أن هذه الرؤية تنعكس أيضاً في التزام المغرب داخل المنظمات الدولية، وخاصة اليونسكو، حيث تُعد التربية والثقافة والعلوم ووسائل الإعلام ركائز أساسية لبناء تضامن دولي يقوم على التفاهم والاحترام المتبادل.
وأكد الدهر أن ترشح المغرب لعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو، خلال الدورة المقبلة المزمع عقدها في سمرقند، يجسد رغبة المملكة في تعزيز حضورها داخل المحافل الدولية، ومواصلة إسهامها في القضايا الكونية.
أما معرض “المغرب: تقليد الانفتاح والسلام”، فيُعد – حسب الدهر – فرصة فريدة لاكتشاف المهارات المغربية الأصيلة التي تناقلها الحرفيون عبر الأجيال، حيث يتضمن المعرض ورشات حية ومعروضات متحفية تمثل جوانب متنوعة من التراث المغربي المادي واللامادي.
ويسلط المعرض، الذي يستمر حتى 11 أبريل، الضوء أيضاً على تقاليد الضيافة المغربية، من طقوس الشاي بالنعناع إلى الموروث الغذائي الأصيل، كجزء من الإشعاع الثقافي الذي يعكس روح السلام والانفتاح المتجذرة في الهوية المغربية.
بهذا المعرض، لا يكتفي المغرب بعرض تراثه، بل يوجه رسالة حضارية إلى العالم: ثقافتنا جسور لا جدران.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close