“شارع أفغانستان.. أشغال لا تنتهي وعامل غاضب: “باراكا! خذيتو الصورة صافي !”

الزيارة، التي لم تُعلن مسبقًا، كشفت عن واقع ميداني مقلق. الشارع، الذي يُفترض أن يكون قد اكتمل منذ فترة، ما يزال غارقًا في الأشغال المتعثرة، وسط استياء كبير من الساكنة ومستعملي الطريق الذين سئموا من الحفر والممرات الترابية، وصوت الأشغال المستمر دون نتيجة ملموسة.
وبحسب شهود عيان، لم يُخفِ العامل مهيدية امتعاضه من وتيرة الأشغال، حيث أبدى غضبه مما اعتبره “تباطؤًا غير مقبولًا”، وبدت عليه علامات الاستياء الشديد وهو يعاين مراحل الإصلاح، التي يبدو أنها لا تتماشى لا مع المواعيد المعلنة ولا مع المعايير المفترضة.
لكن اللافت أكثر، هو رد فعل العامل تجاه الصحفيين والمصورين الذين تواجدوا بعين المكان لتوثيق الزيارة، إذ خاطبهم بنبرة حازمة قائلا: “وصافي! باراكا! خذيتو الصورة صافي!”، في موقف أثار تساؤلات عدة حول ما إذا كان الأمر نابعًا من حرصه على تدبير اللحظة بعيدًا عن الأضواء، أم خوفًا من أن تُظهر الصور واقعًا لا يُسعفه التبرير.
هذا السلوك فتح الباب أمام نقاش أوسع حول الشفافية في تدبير المشاريع العمومية، ومدى تقبل المسؤولين للمساءلة الإعلامية. فمشروع شارع أفغانستان لم يعد فقط ملفًا تقنيًا، بل بات مثالًا صارخًا على ما يصفه المواطنون بـ”المشاريع المتوقفة إلى أجل غير مسمى”، خاصة وأن هذه الوضعية تتكرر في عدد من شوارع الدار البيضاء، التي تعاني من بطء الإنجاز ورداءة النتائج.
في ظل هذا الواقع، يطرح المتتبعون تساؤلات ملحة: من يُحاسب الشركات المفوضة؟ من يُراقب جودة الإنجاز؟ ومن يتحمل مسؤولية ضياع المال والوقت وراحة المواطنين؟
الجواب لن يكون في صورة واحدة… بل في واقع يحتاج إلى عدسة مكبرة تلتقط الحقيقة كاملة، لا مجرد لقطة عابرة.