مجتمع

لنصرخ معًا : صرخة ابتهال التي زلزلت أركان مايكروسوفت”

 

في عالمٍ تتشابك فيه خيوط التكنولوجيا مع تعقيدات السياسة، وتتداخل فيهأطماع الشركات العملاقة مع أنين الشعوب المظلومة، تتوهج أصواتٌ نادرةكنجومٍ في سماءٍ ملبدة بالغيوم، تتحدى الصمت وتُضيء دروب الحقيقة بنورٍلا ينطفئ. من بين هذه الأصوات، ارتفع صوت المهندسة المغربية ابتهال أبوالسعد كصرخةٍ شجاعة، تحمل في أصدائها عزيمة الإنسان حين يرفض أنيكون أداةً في يد الظلم، وقلبه ينبض بإيمانٍ لا يلين بقضيةٍ تستحق أنتُسمع. لم تكن ابتهال مجرد رقمٍ في سجلاتمايكروسوفت، بل كانت روحًامتمردة، اختارت أن تُطلق صوتها كسهمٍ يخترق جدار التواطؤ، حتى وإنكان الثمن باهظًا.

 

صرخةٌ هزت أركان العملاق

 

في يومٍ يزهو بالاحتفال، حيث أكملتمايكروسوفتنصف قرنٍ من ريادتهاالتكنولوجية، تجمعت أسماءٌ لامعة كبيل غيتس وستيف بالمر وساتيا ناديلا،ليشهدوا لحظةً تُخلّد تفوق الشركة. كان العرض التقديمي بقيادة مصطفىسليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، يروي حكاية الإبداع، لكن تلكالحكاية توقفت فجأةً حين صعدت ابتهال أبو السعد إلى المنصة. بقلبٍ يفيضشجاعةً ولسانٍ لا يعرف المهادنة، قاطعت السرد لتُطلق صرخةً مدوية: “أنتمتُسلّحون الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُزهق أرواحالفلسطينيين في غزة“. كلماتها لم تكن مجرد اتهام، بل كانت رعدًا يهزّ أركانالصمت المريح، ثم ألقت كوفيتها الفلسطينية على المسرح، كأنها تُلقيبضميرها الحي أمام العالم، رمزًا لتضامنٍ لا يعرف المساومة.

 

في تلك اللحظة، تحوّلت ابتهال من مهندسةٍ تعمل خلف الشاشات إلى صوتٍيُعيد تعريف المقاومة، تذكّرنا أن التكنولوجيا ليست مجرد أرقام وأكواد، بلهي أداةٌ قد تبني الحياة أو تُدمرها، وأن السكوت عن الثانية خيانةٌ للأولى.

 

ثمن الصوت الحر: تضحيةٌ من أجل الضمير

 

لم تتأخرمايكروسوفتفي ردّها على هذه الصرخة التي أربكت احتفالها. أعلنت الشركة فصل ابتهال وزميلتها فانيا أغراوال، التي وقفت إلى جانبهافي هذا الموقف النبيل، مبررةً ذلك بأن تصرفاتهما كانت تهدف إلىإحداثاضطراب“. ادّعت الشركة أنها وفرت قنواتٍ داخلية للتعبير، لكن تلك القنواتبدت كأقفاصٍ من ذهب، تُكمم الأفواه بدلاً من أن تُطلقها. كان الفصل عقابًالمن تجرأت على كسر جدار الصمت، لكن ابتهال لم تنحنِ، بل رفعت رأسهاعاليًا، مؤمنةً أن الضمير لا يُباع وأن الحق لا يُقايض بمقعدٍ في قاعاتالشركات.

 

صدى التضامن: العالم يسمع الصرخة

 

لم تُترك ابتهال وحيدةً في مواجهة هذا العملاق. سرعان ما التفّ حولها العالمبأصواتٍ تضامنية، من نشطاء حقوق الإنسان إلى منظمات المجتمع المدني،الذين رأوا في موقفها مرآةً تعكس شجاعةً نادرة. حتى حركة المقاومةالإسلامية (حماس) رفعت صوتها مُشيدةً، معتبرةً أن احتجاج ابتهال كشفدور مايكروسوفت كشريكة في سفك الدم الفلسطيني“. هذا التضامن لميكن مجرد تعاطف، بل كان جوقةً من الأصوات التي رددت صرختها، مؤكدةًأن الحقيقة، مهما حُوربت، تجد من يحمل مشعلها ويُضيء به الدروب.

 

أصداء التاريخ: صرخاتٌ غيّرت العالم

 

إذا ما التفتنا إلى صفحات التاريخ، نجد أن صرخة ابتهال ليست وحيدةً فيسجل البطولات الفردية. روزا باركس، تلك المرأة التي رفضت الخضوعلقوانين الفصل العنصري في حافلةٍ بأمريكا، أطلقت صرخةً صامتة غيّرتوجه العدالة. ومالالا يوسفزاي، التي واجهت رصاص طالبان بصوتها المدافععن التعليم، جعلت من صرختها منارةً للأمل. مثل هؤلاء، كانت ابتهال صوتًايُثبت أن الفرد، حين يصرخ بالحق، يمكن أن يُزلزل عروش الظلم ويُوقظضمائر الأمم.

 

معركة الوعي: صرخةٌ تُرعب الجبابرة

 

في عصرنا، باتت معركة الوعي سلاحًا لا يُقاوم. أن تصرخ باسم شركةٍمتواطئة مع الظلم، كما فعلت ابتهال، هو أن تُشعل نارًا تحت أقدام الجبابرةالتكنولوجيين. ثقافة الإلغاء، التي ترتعد منها الشركات العملاقة، تجد في هذهالصرخات وقودها؛ فما أن يرتبط اسممايكروسوفتبانتهاكاتٍ إنسانية،حتى تتهاوى صورتها البراقة، وتتزلزل أرباحها. إنها معركةٌ لا تحتاج إلىسيوف، بل إلى أصواتٍ ترفض السكوت وقلوبٍ تُصر على النطق.

 

دعوةٌ مفتوحة: لنصرخ معًا

 

صرخة ابتهال أبو السعد ليست نهايةً، بل بدايةٌ لدعوةٍ تتردد في أرجاء العالم. إنها تُذكّرنا أن المقاومة ليست حربًا بالسلاح فقط، بل هي صوتٌ يُطلق في كلساحة، من منصات الشركات إلى زوايا الشوارع. قولهالا يمكنني العملعلى كود قد يقتل الأطفالهو بيانٌ ينبغي أن يُحفر في ضمائرنا، داعيًاإيّانا لنكون أصواتًا لا تخشى، وقلوبًا لا تُساوم. فلنصرخ مثل ابتهال، ولنجعلمن صرختنا جسرًا يعبر بالعالم إلى عدالةٍ وإنسانيةٍ تستحق أن تُعاش. ففيكل صرخةٍ بالحق، يولد أملٌ جديد، وفي كل موقفٍ شجاع، يصبح العالممكانًا أنقى للحياة.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close