سياسة
Le7tv.ma Send an email 14/04/2025
67 سنة على استرجاع طرفاية: ملحمة وطنية تجسد إرادة شعب وعزم ملك

في أجواء من الفخر والاعتزاز، يحيي الشعب المغربي وأسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم غذ الثلاثاء 15 أبريل 2025، الذكرى السابعة والستين لاسترجاع مدينة طرفاية إلى حظيرة الوطن، وهي مناسبة وطنية خالدة تشكل محطة مضيئة في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة، واسترجاع السيادة الوطنية على الأقاليم المغتصبة.
تخلد هذه الذكرى الغالية وسط مظاهر الحماس الوطني والتعبئة المستمرة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يواصل مسيرة الدفاع عن وحدة الوطن بثبات ورؤية متبصرة، مستحضراً بذلك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والنضال ضد الاستعمار.
لقد واجه المغرب على مدى عقود استعماراً قسم أراضيه بين سلطات أجنبية، إذ خضع جزء من البلاد للحماية الفرنسية، بينما وقعت مناطق الشمال والجنوب تحت السيطرة الإسبانية، في حين خضعت طنجة لنظام دولي خاص، ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني غاية في الصعوبة والتعقيد. لكن الإرادة القوية للعرش العلوي والشعب المغربي، بقيادة المغفور له الملك محمد الخامس، مكنت من إحراز النصر وعودة بطل التحرير إلى أرض الوطن سنة 1955، إيذاناً بانطلاق معركة الجهاد الأكبر لبناء مغرب مستقل وموحد.
في هذا السياق، شكل خطاب الملك محمد الخامس في محاميد الغزلان سنة 1958 إعلاناً صريحاً بعزم المغرب على استرجاع صحرائه المغتصبة. ولم تمر إلا أشهر قليلة حتى تحقق حلم استرجاع طرفاية، بفضل وحدة الصف الوطني وتلاحم العرش والشعب.
واصل المغرب، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، مسيرة التحرير، باسترجاع سيدي إفني سنة 1969، ثم إطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975، التي جسدت واحدة من أروع صور النضال السلمي والحضاري، والتي توجت باسترجاع الأقاليم الجنوبية، ورفع العلم الوطني في سماء العيون في 28 فبراير 1976. واكتملت هذه الملحمة الوطنية باسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.
واليوم، يقف المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، صامداً في وجه مناورات الخصوم، متمسكاً بحقه المشروع في صحرائه، ومعبراً عن ذلك من خلال مواقف حكيمة ومبادرات سلمية، أبرزها مشروع الحكم الذاتي الذي لقي إشادة واسعة دولياً واعتُبر خطوة واقعية لحل النزاع المفتعل.
وفي إطار تخليد هذه الذكرى المجيدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مهرجاناً خطابياً بقاعة الاجتماعات بعمالة إقليم طرفاية، يسلط الضوء على بطولات أبناء الوطن، ويستعرض فصول الكفاح الوطني المستمر من أجل صون الوحدة الترابية.
كما سيتم بهذه المناسبة توزيع إعانات مالية واجتماعية على عدد من أفراد أسرة المقاومة، تكريماً لهم واعترافاً بدورهم التاريخي. وستشهد مختلف جهات المملكة أنشطة متنوعة تشمل ندوات علمية، ولقاءات ثقافية، ومسابقات تربوية ورياضية، تشرف عليها النيابات الجهوية والمحلية ومؤسسات الذاكرة التاريخية المنتشرة في ربوع الوطن.
ذكرى استرجاع طرفاية ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تجسيد حي لتلاحم الملك والشعب من أجل تحرير الوطن، ودليل على أن الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة يظل خياراً لا يقبل التنازل أو المساومة، وسيبقى عنواناً للوفاء والإصرار المغربي في مواجهة كل التحديات.
فاطمة الزهراء الجلاد.