الرباط تحتضن “منتدى النزاهة”: المغرب يعلن الحرب على المنشطات بريادة إفريقية

في قلب الرباط، حيث تتقاطع نبضات الرياضة بالإرادة السياسية، انطلق اليوم الاثنين منتدى غير مسبوق، جمع نخبة من الحالمين برياضة نزيهة، وجعل من محاربة المنشطات شعاراً لا ترفاً. المدير العام للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، أوليفي نيجلي، لم يُخفِ إعجابه، بل قالها صراحة: “المغرب بات رقماً صعباً في المعادلة الإفريقية لمكافحة المنشطات”.
الحدث، الذي يحمل اسم المنتدى الأول للمنظمات الوطنية الإفريقية لمكافحة المنشطات، ليس مجرد لقاء شكلي. إنه إعلان نوايا من القارة السمراء، من الرباط تحديداً، حيث تتبلور ملامح جبهة موحدة ضد آفة تقوّض العدالة الرياضية.
منذ ولادة الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات سنة 2021، والحضور المغربي يتصاعد بخطى واثقة. نيجلي، الذي يعرف خبايا اللعبة، أكد أن الوكالة المغربية تمضي بثبات نحو الريادة القارية، وأن تعاونها مع نظيرتها العالمية بات “نموذجياً”. لكنه لم يتوقف هناك، بل لمح إلى دور استراتيجي للمملكة في محطات رياضية مقبلة، وعلى رأسها كأس إفريقيا للأمم 2025، حين يتحول المغرب إلى قبلة لنجوم القارة.
لكن الرسالة كانت أوضح من أي وقت مضى: كل رياضي سيدخل المغرب عليه أن يعرف أن المنشطات هنا خط أحمر.
المنتدى، الذي جاء ثمرة تنسيق بين الوكالة العالمية ومكتبها في إفريقيا والوكالة المغربية، لم يكن حبيس الكلمات المنمقة. جدول أعماله حمل جلسات بأبعاد عميقة: من “تعزيز دور الرياضيين” إلى “التعاون رابح-رابح”، ومن “الابتكار في مكافحة المنشطات” إلى استشراف تدابير 2027.
ووسط هذا الزخم، تحوّلت الرباط إلى عاصمة رياضية من طراز خاص. مدينة تُعلي من شأن النزاهة وتؤمن بأن التتويج الحقيقي ليس بالميداليات فحسب، بل بالمبادئ أيضاً.
بهذا النفس الجماعي، وبهذه النغمة الحازمة، يُراد لهذا المنتدى أن يؤسس لتكتل إفريقي واعٍ، قادر على صدّ رياح الغش، وبناء رياضة تستحق التصفيق… لا الشك.