فرنسا تفتح بوابة دبلوماسية في العيون… والجزائر تبتلع هزيمة جديدة بصمتٍ مرير

في لحظة تحمل من الرمزية أكثر مما تحتمل أعصاب جنرالات قصر المرادية، خرجت سفارة فرنسا بالرباط لتعلن، عبر مصدر دبلوماسي رسمي، عن نية وزارة الخارجية الفرنسية فتح مكتب اتصال بمدينة العيون، القلب النابض للصحراء المغربية. إعلان عادي في شكله، لكنه يحمل في جوهره رسالة واضحة: باريس تدق آخر مسمار في نعش الدعاية الانفصالية، وتمنح الرباط إقراراً سيادياً لا لبس فيه.
فرنسا، بثقلها التاريخي والسياسي، تنحاز اليوم للواقعية، للشرعية، وللمستقبل. العيون ليست فقط نقطة على الخريطة، بل عنوان لدولة تُبنى، لمشاريع ترى النور، ولشعب يصنع يومياً معجزة الاستقرار في محيط متقلب. فبينما يراكم المغرب الاعترافات، ويُعزز حضوره في عمقه الإفريقي والدولي، يواصل النظام العسكري الجزائري التلويح بخرقة “الانفصال” الباهتة، باحثاً عن شرعية مفقودة في معركة خاسرة منذ بدايتها.
مكتب الاتصال الفرنسي بالعيون لن يكون مجرد فضاء إداري لتسهيل طلبات التأشيرة، بل هو اعتراف ميداني بأن الجنوب مغربيٌ بلا نقاش، وأن زمن اللعب على الحبال الدبلوماسية قد ولى. القرار الفرنسي يُعد صفعة هادئة، لكنها مدوية، لأولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن البروباغندا تصنع الجغرافيا.
في المقابل، يعيش حكام الجزائر على إيقاع نكسة تلو أخرى، يتوسلون العواصم، ويمولون الميليشيات، بينما يتآكل الداخل تحت ثقل القمع والتهميش و”صكوك الشرعية” المزورة. فكلما ارتفع علم جديد فوق سماء العيون، خفت صوت الانفصاليين، وتراجع صداه في المحافل الدولية.
اليوم، بات واضحاً أن قضية الصحراء لم تعد فقط اختباراً للسيادة المغربية، بل مرآة تعكس تماسك المملكة في مقابل تخبط نظام لم يعد يملك سوى كوابيس الانفصال ليُخدر بها شعبه.
الرسالة وصلت. من باريس إلى الرباط، ومن واشنطن إلى داكار: المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها… ومن تبقى خارج هذا الإجماع، فمصيره أن يركض خلف سراب لن يُرويه.