
من قلب مراكش، وعلى هامش النسخة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا المغرب”، لم يتردد وزير البريد والاتصالات والاقتصاد الرقمي بجمهورية الكونغو، ليون جوست إيبومبو، في الإشادة بما أسماه “الصورة المشرقة لإفريقيا الطموحة” التي يجسدها المغرب. في تصريحه، عبّر المسؤول الكونغولي عن انبهاره بالتحول الرقمي السريع الذي تعرفه المملكة، معتبراً إياها مرجعاً إقليمياً في الابتكار ومصدراً لإلهام باقي الدول الإفريقية.
المعرض، الذي بات موعداً سنوياً مرموقاً للقارات الثلاث، لم يقتصر على العروض التكنولوجية الحديثة، بل كشف عن عمق الرؤية المغربية في قيادة الانتقال الرقمي، وجعل من الرقمنة رافعة تنموية حقيقية. تميز الحضور الإفريقي اللافت، خصوصاً من صناع القرار والمقاولين الشباب، أضفى على التظاهرة طابعاً تعاونياً، يعكس تقاطع الطموحات والرهانات داخل القارة الواعدة.
إيبومبو لم يغفل التأكيد على أن الرقمنة في إفريقيا لا تعني فقط استيراد الحلول، بل تتطلب الاستثمار في الإنسان، وبالخصوص الشباب، عبر التكوين الجاد وتبادل الخبرات، مع دعوة لتعزيز الشراكات جنوب-جنوب لتسريع هذا التحول. كما لفت الانتباه إلى ضرورة دعم المؤسسات العمومية الإفريقية حتى تكون فاعلة وقادرة على التأقلم مع موجة الذكاء الاصطناعي.
“جيتكس إفريقيا المغرب 2025”، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل ترسيخ المغرب كمنصة محورية للابتكار الرقمي في القارة، بفضل برمجة غنية، ولقاءات نوعية تجمع عقولاً لامعة تبحث عن حلول رقمية لصياغة مستقبل إفريقيا الذكية.
من مراكش، تنبعث إشارات قوية: إفريقيا لم تعد على هامش الثورة الرقمية، بل صارت تصنع بعض ملامحها… والمغرب في صدارة المشهد.