سياسة
دول إفريقية تندد بانحراف أمانة “SADC” وتؤكد دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة المغربية

في خطوة مثيرة للجدل، أقدمت أمانة مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (SADC)، بتاريخ 2 أبريل 2025، على توقيع “مذكرة تفاهم” مع الكيان الانفصالي المسمى “الجمهورية الصحراوية”، دون استشارة أو إبلاغ الدول الأعضاء، ما أثار موجة من الاستنكار الرسمي من قبل عدد من الدول الأعضاء في المنظمة، وعلى رأسها: جزر القمر، إسواتيني، زامبيا، ومالاوي، وكلها دول صديقة للمغرب وتحتضن قنصليات عامة في مدن الصحراء المغربية.
جزر القمر: موقف ثابت ودعم لا مشروط للمغرب
في مذكرة دبلوماسية وجهتها إلى أمانة “SADC”، أعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالعالم العربي والفرنكوفونية والاندماج الإفريقي في جزر القمر عن “دهشتها” من توقيع مذكرة التفاهم دون علمها، مؤكدة أن هذا العمل يعد خرقًا للمبادئ الأساسية للتشاور بين الدول الأعضاء.
وجددت جزر القمر، في الوثيقة نفسها، موقفها الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مذكرة بالبيان المشترك الذي صدر على هامش الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والذي جددت فيه جزر القمر دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
كما أكدت جزر القمر أن قضية الصحراء تندرج ضمن اختصاص مجلس الأمن الدولي، وفقًا لقرار القمة الإفريقية رقم 693 الصادر في قمة نواكشوط عام 2018، والذي أعاد التأكيد على حصر معالجة هذا الملف داخل أروقة الأمم المتحدة. وشددت في الختام على أن محاولة “SADC” التدخل في هذا النزاع يُعد انتهاكًا خطيرًا لميثاق المنظمة، ويهدد بمصداقيتها الإقليمية.
إسواتيني: رفض قاطع للمذكرة ودعم راسخ للمغرب
من جهتها، عبرت مملكة إسواتيني، من خلال مذكرة رسمية صادرة عن وزارة خارجيتها، عن رفضها الكامل لمذكرة التفاهم الموقعة مع الكيان الانفصالي، مؤكدة أنها لا تعتبرها اتفاقًا ملزمًا ولا تنسحب آثارها القانونية على المملكة.
وأعادت إسواتيني التأكيد على دعمها الثابت للمقترح المغربي للحكم الذاتي كحل نهائي وواقعي لهذا النزاع، كما جددت دعمها للوحدة الترابية للمغرب، منددة في الآن ذاته بالمحاولات التي تقودها جنوب إفريقيا والجزائر من أجل زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر دعم أطراف انفصالية.
زامبيا: موقف واضح ورفض مطلق للانحراف الدبلوماسي
أعلنت جمهورية زامبيا من جهتها رفضها القاطع لما وصفته بـ”المناورات المشينة” لأمانة السادك، مؤكدة عبر مذكرة دبلوماسية رسمية أن “الحكومة الزامبية لا تعتبر نفسها ملزمة بمضامين هذه المذكرة غير الشرعية”، كما جددت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية التي وصفتها بـ”الحل الوحيد الجاد والواقعي للنزاع”.
وذكرت زامبيا بموقفها الثابت والمعلن منذ افتتاحها لقنصليتها العامة بمدينة العيون في أكتوبر 2020، وهو ما يعد تجسيدًا عمليًا لاعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
مالاوي: مع السيادة المغربية وضد التدخل الأجنبي
بدورها، أعلنت جمهورية مالاوي، عبر مذكرة رسمية صادرة عن وزارة خارجيتها، عدم اعترافها بمذكرة التفاهم الموقعة بين “SADC” والكيان الانفصالي، مؤكدة أنها “لا تعتبر وثيقة ملزمة” بالنسبة لها.
وأعربت مالاوي عن دعمها “الراسخ” لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل عملي للنزاع، معتبرة أن ما قامت به الأمانة العامة للمنظمة يُعد انحرافًا خطيرًا عن مهامها، كما جددت موقفها الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، منددة في الوقت ذاته بمحاولات التوظيف السياسي للمنظمة من قبل جنوب إفريقيا والجزائر.
دعم قاري متزايد للمغرب ورفض للابتزاز السياسي
تأتي هذه المواقف الحازمة لتؤكد أن منظمة السادك، التي تضم في عضويتها دولًا لا تعترف بالكيان الانفصالي (مثل جزر القمر، إسواتيني، زامبيا، مالاوي، مدغشقر، الكونغو الديمقراطية، والسيشل)، لا يمكن أن تمضي في توقيع اتفاقيات مع كيانات غير معترف بها دون خرق لميثاقها.
تبرز هذه التطورات دينامية متصاعدة على المستوى الإفريقي والدولي، ترسخ الاعتراف المتزايد بمغربية الصحراء، وتفند محاولات التشويش السياسي التي تقودها أطراف معروفة. وهو ما يعكس، في نهاية المطاف، نجاح الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس – نصره الله، في تعزيز دعم المجتمع الدولي لقضية الصحراء المغربية، باعتبارها قضية سيادة ووحدة وطنية غير قابلة للمساومة.
فاطمة الزهراء الجلاد.