سياسة

من باريس إلى الرباط… زيارة فاليري بيكريس تعيد وهج الشراكة الفرنسية المغربية

تعريزا لعودة الدفء دبلوماسيا إلى العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية، حلت فاليري بيكريس، رئيسة جهة إيل-دو-فرانس والمرشحة السابقة للرئاسيات الفرنسية، بالمغرب يوم الإثنين 21 أبريل، في زيارة رسمية تستمر إلى غاية 25 من الشهر ذاته، وتهدف إلى تعميق التعاون بين الضفتين في مجالات حيوية تشمل الابتكار، الثقافة، التعليم والتنمية المستدامة.

وتحمل هذه الزيارة، التي تشمل مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وبنجرير، دلالات سياسية واقتصادية وثقافية قوية، في ظل سياق إقليمي ودولي يتطلب أكثر من أي وقت مضى تقوية الجسور بين الشركاء التاريخيين.

أولى محطات بيكريس كانت بالعاصمة الرباط، حيث أجرت لقاءات مع كبار المسؤولين المغاربة، من ضمنهم رئيس الحكومة المغربية، إلى جانب شكيب بنموسى، المندوب السامي للتخطيط. وتم توقيع اتفاقية تعاون ثقافي مع المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، في خطوة ترمي إلى تعزيز الحوار الثقافي الفرنسي المغربي وتثمين التراث المشترك بين البلدين.

في اليوم الموالي، انتقلت المسؤولة الفرنسية إلى الدار البيضاء، حيث جددت رفقة عبد اللطيف معزوز، رئيس جهة الدار البيضاء-سطات، اتفاق الشراكة الذي يجمع الجهتين منذ 2016، ممددة إياه حتى سنة 2027. هذا التعاون الجهوي يقوم على خمسة ركائز أساسية: الانتقال المناخي، الابتكار الرقمي، تثمين الثقافة، دعم الاقتصاد المحلي، وتشجيع فرص الشغل.

الزيارة ستتواصل في الأيام الثلاثة الأخيرة نحو الجنوب، حيث تحط بيكريس الرحال في مدينتي مراكش وبنجرير. ومن المرتقب أن يتم توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، من أجل فتح آفاق جديدة في البحث العلمي وربط جسور دائمة بين مراكز الابتكار والتعليم العالي في الجهتين.

وترافق فاليري بيكريس في زيارتها بعثة رسمية واقتصادية رفيعة المستوى، تضم عدداً من نوابها في مجلس الجهة، من بينهم عثمان نصر، المكلف بالمالية وتقييم السياسات العمومية، وفلورانس بورتيللي، المسؤولة عن الثقافة والإبداع، إضافة إلى ممثلي سبع شركات ناشئة تعمل في قطاعات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي، التهيئة الحضرية، المدن الذكية، والابتكار البيئي.

زيارة بيكريس ليست مجرد نشاط بروتوكولي عابر، بل تندرج في إطار إرادة سياسية لتكريس نموذج شراكة مبتكر بين الجهات، يتجاوز البعدين الرسمي والدبلوماسي نحو أفق تنموي مستدام يربط بين ضفتي المتوسط. وهي كذلك رسالة واضحة بأن المغرب، بشبكة مؤسساته الصاعدة وطاقاته الخلاقة، يظل شريكاً موثوقاً ضمن معادلة التنمية الأوروبية – المتوسطية.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close