مجتمع

من القنيطرة إلى مراكش في زمن قياسي: المغرب يطلق مرحلة جديدة من الثورة السككية

يمثل مشروع إنجاز الخط فائق السرعة الجديد الرابط بين القنيطرة ومراكش خطوة استراتيجية كبرى في تطوير البنية التحتية للنقل بالمغرب، ويعكس الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز الترابط بين مختلف جهات المملكة. ويأتي هذا المشروع امتداداً للنجاح الذي حققه قطار البراق، ليكرس القطار فائق السرعة كوسيلة نقل فعالة ومستدامة للمسافات المتوسطة والطويلة.
وسيمكن هذا الخط من تقليص كبير في أزمنة السفر، إذ ستصبح المدة الزمنية بين طنجة والرباط ساعة واحدة فقط، وبين الدار البيضاء ومراكش ساعة و15 دقيقة، وهو ما يعزز من جاذبية هذه الوسيلة ويشجع على التنقل بين المدن الرئيسية. كما سيؤمن ربطاً سريعاً واستراتيجياً بين الرباط ومطار محمد الخامس، وكذلك مع الملعب الجديد ببنسليمان، فضلاً عن إطلاق خط فائق السرعة يربط فاس بمراكش في أقل من أربع ساعات.

ويمتد الأثر الإيجابي لهذا المشروع إلى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيث يُتوقع أن يسهم في ربط حوالي 59% من ساكنة المغرب، ويعزز التواصل بين مناطق تمثل أكثر من ثلثي الناتج الداخلي الخام. كما سيوفر آلاف مناصب الشغل ويعطي دفعة قوية لقطاعات الصناعة، السياحة، والخدمات.

وسيساهم ربط مدينة مراكش، إحدى أبرز الوجهات السياحية، مباشرة مع طنجة في تعزيز تدفق السياح داخلياً ودولياً، عبر تجربة سفر مريحة وسريعة تواكب المعايير الحديثة. كما يشجع هذا الربط على تنمية المجالات الترابية وضمان التوازن الجهوي، إلى جانب الحد من انبعاثات الكربون، في انسجام تام مع أهداف التنمية المستدامة.

كما سيفتح تحرير الطاقة الاستيعابية على الخطوط التقليدية الباب أمام تعزيز خدمة القطارات الحضرية في كبريات المدن كالرباط والدار البيضاء ومراكش، لتلبية احتياجات النقل اليومي للمواطنين بشكل فعال وبيئي.

بكلمة واحدة، فإن هذا المشروع ليس مجرد خط سككي، بل هو رافعة تنموية متكاملة تدعم تحول المغرب نحو اقتصاد أكثر ترابطاً، عدالة واستدامة

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close