سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 3 أسابيع
“تحيا الصداقة بين المغرب وفرنسا”: ماكرون يشيد بإطلاق الملك محمد السادس مشروع الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش

في خطوة تعكس متانة العلاقات بين المغرب وفرنسا، وتجسد الرؤية الطموحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتحديث البنية التحتية للنقل في المملكة، تم أمس الخميس إطلاق أشغال إنجاز الخط السككي فائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش، وذلك خلال حفل ترأسه جلالة الملك بالرباط.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يخف إعجابه بهذا الحدث، حيث عبر من خلال حسابيه الرسميين على منصتي “إكس” و”إنستغرام” عن اعتزازه بالشراكة الفرنسية المغربية، قائلاً: “تحيا الصداقة بين المغرب وفرنسا”، ومشيداً بـ”التعاون الفرنسي-المغربي الذي يتقدم بخطى سريعة”.
ماكرون أشار أيضاً إلى أن هذا المشروع يجسد الشراكات التي أبرمتها الشركات الفرنسية خلال زيارته الرسمية إلى المغرب في أكتوبر الماضي، والتي أثمرت عن تعاون مثمر في مجالات البنية التحتية والنقل.
ويمثل خط القنيطرة-مراكش فائق السرعة، الممتد على طول 430 كيلومتراً، قفزة نوعية في مجال النقل السككي، إذ يهدف إلى تحسين العرض السككي الوطني، ويُسهم في دعم الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، عبر تقديم حلول تنقل منخفضة الكربون وصديقة للبيئة.
وسيربط هذا الخط مدن الرباط، الدار البيضاء، ومراكش، كما سيوفر ربطاً مباشراً بمطاري الرباط وسلا، ومطار محمد الخامس الدولي، بالإضافة إلى الملعب الكبير المرتقب في بنسليمان، ما يعزز من التكامل بين وسائل النقل المختلفة.
من الناحية الزمنية، سيحدث المشروع تحولات كبيرة في مدة التنقل، حيث ستصبح الرحلة بين طنجة والرباط لا تتجاوز ساعة واحدة، وبين طنجة والدار البيضاء ساعة وأربعين دقيقة، وبين طنجة ومراكش ساعتين وأربعين دقيقة، أي بتقليص يتجاوز الساعتين مقارنة مع الوقت الحالي. كما سيمكن الوصول من الرباط إلى مطار محمد الخامس في 35 دقيقة فقط.
ويشمل المشروع أيضاً تشغيل خدمة سريعة بين فاس ومراكش في أقل من أربع ساعات، باستخدام القطارات فائقة السرعة على المسارات الجديدة.
ويعد هذا المشروع جزءاً من خطة كبرى لتحديث شبكة السكك الحديدية المغربية، مع الاستفادة من خبرات دولية رائدة، حيث تتولى شركة “ألستوم” الفرنسية تصنيع القطارات فائقة السرعة، بينما تشارك الشركة الإسبانية “CAF” والعملاق الكوري “هيونداي روتيم” في تصنيع القطارات المخصصة للربط بين المدن وقطارات القرب، وذلك في إطار اتفاقيات تمويلية تفضيلية.
بهذا المشروع الطموح، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كدولة رائدة في مجال النقل السككي في القارة الإفريقية، ويعزز حضوره في مسار التنمية المستدامة عبر بنية تحتية عصرية وشراكات استراتيجية ناجعة.
فاطمة الزهراء الجلاد.