بيدرو سانشيز: في لحظة أزمة.. المغرب يسطر ملحمة تضامن مع إسبانيا ويساهم في إعادة النور لشوارعها

في خطوة تجسد أسمى معاني التعاون والتضامن بين البلدين، لعب المغرب دورًا محوريًا في مساعدة إسبانيا على استعادة التيار الكهربائي بعد الانقطاع الضخم الذي شهدته البلاد يومه 28 أبريل 2025. الانقطاع، الذي أثر على مختلف مناطق إسبانيا والبرتغال، أوقف الحياة في العديد من المدن الكبرى، معطلاً وسائل النقل والمواصلات، ومربكًا الخدمات الحيوية.
وسط هذه الأزمة غير المسبوقة، كان المغرب حاضراً بكل ثقله، حيث ساهم عبر الربط الكهربائي المشترك بين البلدين في ضخ الطاقة اللازمة لإعادة توازن الشبكة الكهربائية الإسبانية. هذه المساعدة المغربية السريعة والفعالة لم تكن مجرد استجابة تقنية، بل كانت رسالة إنسانية راقية، تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع الرباط ومدريد، وتبرز الروح الصادقة للشراكة بين المملكتين.
رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، لم يتردد في التعبير عن شكره العميق للمغرب على دعمه الثمين في هذا الظرف الدقيق، مثمناً وقوفه إلى جانب الشعب الإسباني حينما اشتدت الحاجة. كما أكد أن التدخل المغربي جنب إسبانيا خسائر أكبر، وساهم في تسريع وتيرة استعادة التيار الكهربائي في مختلف أنحاء البلاد.
لم تكن هذه الحادثة مجرد أزمة طارئة، بل شكلت محطة بارزة أكدت أن المغرب ليس فقط جاراً قريباً، بل شريك استراتيجي وحليف يعتمد عليه في أوقات الشدة. لقد أظهرت الرباط من جديد التزامها بمبادئ حسن الجوار والتعاون الدولي، واضعة إمكانياتها رهن إشارة دولة جارة، في مشهد يعكس النبل السياسي وبعد النظر الاستراتيجي.
تأتي هذه المبادرة في سياق دينامية متجددة للعلاقات المغربية-الإسبانية، حيث يشكل التعاون في مجال الطاقة أحد ركائز الشراكة التي تزداد رسوخاً سنة بعد أخرى، بفضل إرادة سياسية قوية من الجانبين في بناء مستقبل مشترك يقوم على الثقة، الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة.
في وقت كانت فيه بعض الأصوات في أوروبا تتحدث عن الانعزال، جاء الموقف المغربي ليؤكد أن القيم الإنسانية الحقة تظل أقوى من كل التحديات، وأن المغرب، كما كان دائماً، شريك مسؤول وأخ وصديق، حاضر وقت الأزمات قبل لحظات اليسر.