شهدت جماعة ثلاث نيعقوب التابعة لإقليم الحوز، زوال اليوم الثلاثاء، هزة أرضية جديدة بلغت قوتها 4.5 درجات على سلم ريشتر، وفق ما أفاد به المعهد الوطني للجيوفيزياء. ووقعت الهزة، التي أحس بها عدد من سكان المنطقة والمناطق المجاورة، في تمام الساعة الثانية عشرة و21 دقيقة ظهراً، على عمق بلغ 11 كيلومتراً، دون أن تسجل خسائر مادية أو بشرية لحدود الساعة.
الهزة، التي أكدت مراكز رصد عالمية للزلازل وقوعها بالمغرب، أعادت مشاهد الخوف إلى أذهان السكان، خاصة في ظل الذكرى القريبة لزلزال 8 شتنبر 2023 الذي خلّف خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات بالإقليم نفسه. عدد من المواطنين غادروا مساكنهم فور الشعور بالارتجاج، وسط حالة من الترقب والقلق المشوب بالحذر.
من جانبه، أوضح ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزة المسجلة تدخل في إطار النشاط الزلزالي الارتدادي الذي تعرفه المنطقة منذ الزلزال الكبير. وأضاف أن مثل هذه الهزات قد تستمر لفترات طويلة لكنها لا تستدعي القلق، مشيراً إلى أن المعهد يتابع الوضع عن كثب في إطار منظومة اليقظة الزلزالية.
وتعيش المنطقة منذ أشهر على وقع ارتدادات متفاوتة القوة، ما يجعل السكان في حالة تأهب دائم، رغم الطمأنة الرسمية. وفي هذا السياق، تبرز مجدداً الحاجة إلى تعزيز التوعية الزلزالية، وتحديث البنيات التحتية لتقوية قدرتها على مواجهة الكوارث الطبيعية، خصوصاً في المناطق الجبلية المعزولة مثل ثلاث نيعقوب.
الهزة الأخيرة، وإن لم تخلف أضراراً، تسلط الضوء على الهشاشة الزلزالية التي تعاني منها بعض مناطق المملكة، وتدعو إلى تعزيز برامج الوقاية والتأقلم، خاصة في ظل التغيرات المناخية وتزايد النشاط الزلزالي في المنطقة.
