دوليمجتمع

أمينة بوعياش: جبر الضرر ضرورة تاريخية لبناء مستقبل عادل ومتجذر في الذاكرة الإفريقية

دعت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب ورئيسة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، إلى تعزيز التحالفات الإفريقية من أجل تنمية قائمة على العدالة، خالية من التمييز، ومتمركزة حول الإنسان، ومبنية على وعي جماعي بالتاريخ المشترك للقارة.
جاءت دعوة بوعياش خلال كلمتها الافتتاحية في الدورة السابعة للحوار السياسي بين مفوضية الاتحاد الإفريقي وشبكة المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في إفريقيا، التي انعقدت يوم أمس الأربعاء بمقر الاتحاد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقد مثلت في هذه المناسبة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، مؤكدة على أهمية الحوار كمنصة جماعية لصياغة استجابات مستدامة للتحديات التي تواجه القارة الإفريقية.
وفي سياق حديثها، سلطت بوعياش الضوء على الآثار العميقة التي خلفها الإرث الاستعماري والأنظمة القمعية من عبودية واتجار بالبشر وهيمنة، معتبرة أن هذه التجاوزات لا تزال تلقي بظلالها على الواقع الإفريقي إلى يومنا هذا، سواء داخل القارة أو وسط أفراد الجاليات الإفريقية في الخارج.
وأكدت أن جبر الضرر، بما يتجاوز مجرد الاعتراف بالمعاناة، يمثل التزاماً أخلاقياً وتاريخياً وسياسياً، يستوجب مسؤولية جماعية من أجل تحقيق العدالة وترسيخ الذاكرة وتكريم الكرامة الإنسانية. وأشارت إلى أن السياسات المتعلقة بجبر الضرر يجب أن تتجاوز الطابع المؤقت لتصبح رافعات أساسية لتحولات مجتمعية عميقة، مشددة على ضرورة أن تكون هذه المبادرات إفريقية المنشأ والتوجه، نابعة من فهم حقيقي لحاجيات القارة وسياقاتها الخاصة.
كما أبرزت بوعياش تجارب ناجحة في هذا المجال، مثل المغرب، جنوب إفريقيا، كينيا وغامبيا، والتي قدمت نماذج ملموسة لمسارات العدالة الانتقالية القائمة على الاعتراف، والمصالحة، والعمل المؤسساتي. وأشادت بالدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في هذا السياق، لا سيما بفضل استقلاليتها التي تكفلها مبادئ باريس، مؤكدة على دورها في التوثيق، ومرافقة الضحايا، وصياغة السياسات، وضمان عدم التكرار.
وأضافت: “إذا كانت بعض الكلمات توحد الشعوب، فإن بعض الأفعال تخفف الألم، والقرارات العادلة قادرة على إحداث تحول حقيقي في المجتمعات”. وشددت على أن جبر الضرر لا يجب أن يُنظر إليه كنهاية، بل كبداية لعقد اجتماعي جديد يرتكز على الاعتراف والمعالجة والبناء المشترك.
وعلى المستوى الدولي، أشارت إلى أن المؤسسات الإفريقية ساهمت في تطوير مفاهيم مبتكرة في مجال العدالة الانتقالية، من بينها “جبر الضرر المجتمعي” و”المقاربة القائمة على النوع الاجتماعي” كما تم تطبيقها في التجربة المغربية، مبرزةً دور هذه التجارب في إثراء الساحة الحقوقية العالمية.
وفي ختام كلمتها، نوهت أمينة بوعياش بجهود مفوضية الاتحاد الإفريقي وشبكة المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في إفريقيا في تعزيز الحوار والتعاون، مؤكدة التزام التحالف العالمي الذي تمثله بمواصلة دعم المؤسسات الإفريقية للدفاع عن الكرامة الإنسانية وتعزيز حقوق الإنسان عبر القارة.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close